بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ١٨
له حقيقة، أو للرسول فإنه المقصود بالذكر " أن تصيبهم فتنة " محنة في الدنيا " أو يصيبهم عذاب أليم " في الآخرة (1) وقال في قوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم " أي إلا وقت أن يؤذن لكم، أو إلا مأذونا لكم " إلى طعام " متعلق بيؤذن، لأنه متضمن معنى يدعى، للاشعار بأنه لا يحسن الدخول على الطعام من غير دعوة وإن أذن كما أشعر به قوله: " غير ناظرين إناه " غير منتظرين وقته، أو إدراكه حال (2) من فاعل (لا تدخلوا) أو المجرور في (لكم) وقرء بالجر صفة لطعام " ولكن إذا دعيتم فادخلوا وإذا طعمتم فانتشروا " تفرقوا ولا تمكثوا، والآية خطاب لقوم كانوا يتحينون طعام رسول الله صلى الله عليه وآله فيدخلون ويقعدون منتظرين لادراكه مخصوصة بهم وبأمثالهم، وإلا لما جاز لاحد أن يدخل بيوته بالاذن لغير الطعام، ولا اللبث بعد الطعام لمهم " ولا مستأنسين لحديث " بعضكم (3) بعضا، أو لحديث أهل البيت بالتسمع له " إن ذلكم " اللبث " كان يؤذي النبي " لتضييق المنزل عليه وعلى أهله، واشتغاله في ما لا يعنيه " فيستحيي منكم " من إخراجكم بقوله: " والله لا يستحيي من الحق " يعني إن إخراجكم حق فينبغي أن لا يترك حياء، كما لم يتركه الله ترك الحيي فأمركم بالخروج " وإذا سألتموهن متاعا " شيئا ينتفع به " فاسألوهن " المتاع " من وراء حجاب " ستر " ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن " من الخواطر الشيطانية " وما كان لكم " وما صح لكم أن " تؤذوا رسول الله " أن تفعلوا ما يكرهه " ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا " من بعد وفاته أو فراقه " إن ذلكم " يعني إيذاؤه ونكاح نسائه " كان عند الله عظيما " ذنبا عظيما (4) " إن تبدوا شيئا " لنكاحهن على ألسنتكم " أو تخفوه " في صدوركم " فإن الله كان بكل شئ عليما " فيعلم ذلك فيجازيكم به " لا جناح عليهن في آبائهن

(1) أنوار التنزيل 2: 153 و 154.
(2) في المصدر: وهو حال.
(3) في المصدر: لحديث بعضكم بعضا.
(4) في المصدر: بعد قوله عظيما: وفيه تعظيم من الله لرسوله وإيجاب لحرمته حيا وميتا، ولذلك بالغ في الوعيد عليه: فقال " إن تبدوا شيئا " كنكاحهن على ألسنتكم.
(١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390