بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ١٩
ولا أبنائهن ولا إخوانهن ولا أبناء إخوانهن ولا أبناء أخواتهن " استيناف لمن لا يجب الاحتجاب عنهم، روي أنه لما نزلت آية الحجاب قال الآباء والأبناء والأقارب: يا رسول الله أو نكلمهن أيضا من وراء حجاب؟ فنزلت، وإنما لم يذكر العم والخال لأنهما بمنزلة الوالدين، ولذلك سمي العم أبا (1)، أو لأنه كره ترك الاحتجاب منهما مخافة أن يصفا لأبنائهما " ولا نسائهن " ولا نساء المؤمنات (2) " ولا ما ملكت أيمانهن " من العبيد و الإماء، وقيل: من الإماء، خاصة " واتقين الله " فيما أمرتن به " إن الله كان على كل شئ شهيدا " لا تخفى عليه خافية (3).
" إن الله وملائكته يصلون على النبي " قال الطبرسي رحمه الله: معناه إن الله يصلي على النبي ويثني عليه بالثناء الجميل ويبجله بأعظم التبجيل، وملائكته يصلون عليه و يثنون عليه بأحسن الثناء، ويدعون له بأزكى الدعاء " يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما " قال أبو حمزة الثمالي: حدثني السدي وحميد بن سعد الأنصاري وبريد ابن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة قال: لما نزلت هذه الآية قلنا: يا رسول الله هذا السلام عليك قد عرفناه، كيف الصلاة عليك (4)؟ قال: قولوا:
اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد، و بارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد.
وعن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن هذه الآية فقلت: كيف صلاة الله على رسوله، فقال: يا أبا محمد تزكيته له في السماوات العلى فقلت: قد عرفت صلاتنا عليه فكيف التسليم؟ فقال: هو التسليم له في الأمور.
فعلى هذا يكون معنى قوله: " وسلموا تسليما " انقادوا لامره، وابذلوا الجهد في

(1) في المصدر: ولذلك سمى العم أبا في قوله تعالى: " وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل و إسحاق ".
(2) في المصدر: يعنى نساء المؤمنات.
(3) أنوار التنزيل 2: 278 و 279.
(4) في المصدر: فكيف الصلاة عليك.
(١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390