2 - الاختصاص: عن بعض الهاشميين رفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أن أعرابيا أتاه فقال: يا رسول الله أيدالك الرجل امرأته؟ قال: نعم إذا كان ملفجا، فقال: يا رسول الله من أدبك؟ قال: الله أدبني، وأنا أفصح العرب، ميدأني من قريش، وربيت في الفخر من هوازن بني سعد بن بكر، ونشأت سحابة فقالوا: هذه سحابة قد أظلتنا، فقال:
كيف ترون قواعدها؟ فقالوا: ما أحسنها وأشد تمكنها؟ قال: وكيف ترون رحاها؟
فقالوا: ما أحسنها وأشد استدارتها؟ قال: وكيف ترون البرق فيها وميضا أم خفوا أم شق شقا (1)؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: قد جاءكم الحياء، فقالوا: يا رسول الله ما رأينا أفصح منك، قال: وما يمنعني وأنا أفصح العرب، وأنزل الله القرآن بلغتي وهي أفضل اللغات، بيد أني ربيت في بني سعد بن بكر بيد وميد لغتان، وفيه ثلاث لغات: في معنى سوى أني من قريش، وإلا أني من قريش، وفي معنى غير أني من قريش (2).
بيان: قال الجزري في شرح هذا الحديث: المدالكة: المماطلة: يعني مطله إياها بالمهر، والملفج بفتح الفاء: الفقير، يقال: ألفج الرجل فهو ملفج على غير قياس، يعني يماطلها بمهرها إذا كان فقيرا، وقال: ميد وبيد لغتان بمعنى غير، وقيل: معناهما على أن.
أقول: فصاحته صلى الله عليه وآله لا يحتاج إلى البيان، وما نقل عنه من الخطب وجوامع الكلم لا يقدر على التكلم بواحدة منها إنس ولا جان، وهي فوق طاقة الانسان، ودون كلام الرحمن.