بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ٩٧
ذلك ناداه أبوه فقال (1): يا بني هذا تأويل رؤياك من قبل، فما استتم كلامه حتى أحاط بعبد الله إخوته وأقاربه.
قال البكري: وكان قد أخبرهم بالخبر رجل يقال له: وهب بن عبد مناف، لأنه أشرف عليهم في المعركة (2)، فهم أن ينزل فخاف على نفسه من كثرتهم، فأتى إلى الحرم (3) ونادى في بني هاشم (4)، فلما رآهم اليهود أيقنوا بالهلاك وقالوا لعبد الله: إنما أردنا أن نعلم حقيقة الحال، فقال لهم عبد الله: هيهات لقد أجهدتم أنفسكم في هلاكي، فهرب منهم جماعة والتجؤا إلى جبل وظنوا أنهم قد نجوا، فإذا أتاهم أمر الله فسقطت عليهم قطعة من الجبل فسدت (5) عليهم المضيق فلم يجدوا مهربا "، ولحقهم عبد المطلب وأصحابه، والفرقة التي كانت من الجانب الآخر مع هيوبا قتلوا منهم أناسا " كثيرة، وقال رجل منهم: دعونا نصل مكة وافعلوا فينا ما تريدون، فإن لنا مع الناس أمتعة وأموالا " كنا قد أخفيناها وأنتم أحق بها، خذوها ولا تقتلونا، فكتفوهم عن آخرهم، وأقبلوا بهم إلى مكة وأقبل عبد المطلب على ولده يقبله ويقول: (يا ولدي لولا وهب بن عبد مناف أخبرنا بأمرك ما كنا علمنا، ولكن الله تعالى يحفظك)، فلما أشرفوا على مكة خرج الناس يهنئونهم بالسلامة، وإذا باليهود مكتوفين، فجعل جملة الناس يرمونهم الحجارة، فقام لهم عبد المطلب وقال: أرسلوا بهم (6) إلى دار وهب حتى يستقصوا على أموالهم، ولم يبق لهم شئ فأرسلوهم إلى دار وهب، فلما كان في تلك الليلة أقبل وهب على زوجته برة بنت عبد العزى وقال لها: يا برة لقد رأيت اليوم عجبا " من عبد الله ما رأيته من أحد، وهو يكر على هؤلاء القوم، وكلما رماهم بنبلة قتل منهم إنسانا "، وهو أجمل الناس وجها " مما (7)

(1) وقال خ ل.
(2) وهم في المعركة خ ل وهو الموجود في المصدر.
(3) فأقبل إلى الحرم خ ل.
(4) في المصدر زيادة هي: فبادروا إليه بنو عبد المطلب مسرعين.
(5) فسد خ ل.
(6) أرسلوا خ ل وكذلك في المصدر.
(7) لما قد خصه الله خ ل وفي المصدر: لما خصه الله به من النور الساطع والضياء اللامع.
(٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 ... » »»
الفهرست