بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ٢٥
بيان. قوله: (إذ لا كان) لعله مصدر بمعنى الكون كالقال والقول، والمراد به الحدوث، أي لم يحدث شئ بعد، أو هو بمعنى الكائن، ولعل المراد بنور الأنوار أولا " نور النبي صلى الله عليه وآله، إذ هو منور أرواح الخلائق بالعلوم والهدايات والمعارف، بل سبب لوجود الموجودات، وعلة غائية لها، وأجرى فيه، أي في نور الأنوار، من نوره، أي من نور ذاته، من إفاضاته وهداياته التي نورت منها جميع الأنوار حتى نور الأنوار المذكور أولا ". قوله: (وهو النور الذي) أي نور الأنوار المذكور أولا "، والله يعلم أسرار أهل بيت نبيه صلوات الله عليهم.
47 - الكافي: أحمد بن إدريس، عن الحسين بن عبد الله، عن محمد بن عبد الله، عن محمد بن سنان، عن المفضل، عن جابر بن يزيد قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: يا جابر إن الله أول ما خلق خلق محمدا " وعترته الهداة المهتدين، فكانوا أشباح نور بين يدي الله، قلت: وما الأشباح؟
قال: ظل النور، أبدان نورانية بلا أرواح، وكان مؤيدا " بروح واحد (1) وهي روح القدس، فبه كان يعبد الله وعترته، ولذلك خلقهم حلماء علماء بررة أصفياء، يعبدون الله بالصلاة والصوم والسجود والتسبيح والتهليل، ويصلون الصلوات، ويحجون ويصومون (2).
بيان: قوله عليه السلام: (أشباح نور) لعل الإضافة بيانية، أي أشباحا " نورانية، والمراد إما الأجساد المثالية، فقوله: (بلا أرواح) لعله أراد به بلا أرواح حيوانية، أو الأرواح بنفسها، سواء كانت مجردة أو مادية، لان الأرواح إذا لم تتعلق بالأبدان فهي مستقلة بنفسها، أرواح من جهة وأجساد من جهة، فهي أبدان نورانية لم تتعلق بها أرواح آخر، و ظل النور أيضا إضافته بيانية، وتسمى عالم الأرواح والمثال بعالم الظلال، لأنها ظلال تلك العالم وتابعة لها، أو لأنها لتجردها أو لعدم كثافتها شبيهة بالظل، وعلى الاحتمال الثاني يحتمل أن تكون الإضافة لامية، بأن يكون المراد بالنور نور ذاته تعالى، فإنها من آثار تلك النور، والمعنى دقيق فتفطن.

(1) في المصدر: بروح واحدة.
(2) الأصول 1: 442.
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»
الفهرست