بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ١٣٢
فأتوا العسكر وهم أمثال الخشب النخرة، وليس من الطير إلا ما معه ثلاثة أحجار في منقاره ويديه (1) يقتل بكل حصاة منها واحدا " من القوم، فلما أتوا على جميعهم انصرف الطير فلم ير قبل ذلك ولا بعده، فلما هلك القوم بأجمعهم جاء عبد المطلب إلى البيت فتعلق بأستاره وقال:
يا حابس الفيل بذي المغمس * حبسته كأنه مكوس في مجلس (2) تزهق فيه الأنفس فانصرف وهو يقول في فرار قريش وجزعهم من الحبشة:
طارت قريش إذا رأت خميسا * فظلت فردا " لا أرى أنيسا ولا أحس منهم حسيسا * إلا أخا " لي ماجدا " نفيسا مسودا " في أهله رئيسا. (3) بيان: راقه: أعجبه، قال الفيروزآبادي: المغمس كمعظم ومحدث: موضع بطريق الطائف فيه قبر أبي رغال دليل أبرهة ويرجم، وقال: المكوس كمعظم حمار.
أقول: روي في كتاب العدد مثله إلا أنه زاد فيه: فحين قابل الفيل وجه عبد المطلب سجد له، ولم يكن سجد لملكه وأطلق الله لسانه بالعربية فسلم على عبد المطلب وقال بلسان فصيح: يا نور خير البرية، ويا صاحب البيت والسقاية، ويا جد سيد المرسلين، السلام على نور الذي في ظهرك، يا عبد المطلب معك العز والشرف، لن تذل ولن تغلب أبدا "، فلما رأى الملك ذلك ارتاع له وظنه سحرا "، فقال: ردوا الفيل إلى مكانه، ثم قال لعبد المطلب: فيم جئت؟ فقد بلغني سخاءك وكرمك وفضلك، ورأيت من هيبتك وجمالك وجلالك ما يقتضي أن أنظر في حاجتك، فسل ما شئت. وساق الحديث إلى آخره (4).
71 - تفسير علي بن إبراهيم: (ألم تر) ألم تعلم يا محمد (كيف فعل ربك بأصحاب الفيل) قال:

(1) في الأمالي: ورجليه مكان يديه، والمجالس خلى عنهما.
(2) في المصدر: في محبس.
(3) مجالس المفيد: 184 - 186. أمالي ابن الشيخ: 49 و 50.
(4) العدد: مخطوط.
(١٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 ... » »»
الفهرست