بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ١١٣
تعاورني (1) أمر فضقت به ذرعا (2) * ولم أستطع مما تجللني دفعا " نذرت ونذر المرء دين ملازم * وما للفتى مما قضى ربه منعا " وعاهدته عشرا " إذا ما تكملوا * أقرب (3) منهم واحدا " ماله رجعا " فأكملهم عشرا " فلما هممت أن * أفئ بذاك النذر ثار له (4) جمعا " يصدونني عن أمر ربي وإنني * سأرضيه مشكورا " ليلبسني نفعا " فلما دخلوا عليها قال:
يا رب إني فاعل لما ترد (5) * إن شئت ألهمت الصواب والرشد فقالت: كم دية الرجل عندكم؟ قالوا: عشرة من الإبل، قالت: واضربوا على الغلام وعلى الإبل القداح، فإن خرج القداح على الإبل فانحروها، وإن خرج عليه فزيدوا في الإبل عشرة عشرة حتى يرضى ربكم، وكانوا يضربون القداح على عبد الله وعلى عشرة فيخرج السهم على عبد الله إلى أن جعلها مأة، وضرب فخرج القدح على الإبل فكبر عبد المطلب وكبرت قريش، ووقع عبد المطلب مغشيا " عليه، وتواثبت بنو مخزوم فحملوه على أكتافهم، فلما أفاق من غشيته قالوا: قد قبل الله منك فداء ولدك، فبينا هم كذلك فإذا " بهاتف يهتف في داخل البيت وهو يقول: قبل الفداء. ونفذ القضاء، وآن (6) ظهور محمد المصطفى، فقال عبد المطلب: القداح تخطئ وتصيب حتى أضرب ثلاثا "، فلما ضربها خرج على الإبل فارتجز يقول:
دعوت ربي مخلصا " وجهرا " * يا رب لا تنحر بني نحرا " فنحرها كلها فجرت السنة في الدية بمأة من الإبل (7).

(١) تعاورني أي تعاطوني وتداولني. وفي المصدر: تغادرني.
(٢) أي لم أقدر عليه، وضعف طاقتي في قباله.
(٣) في المصدر: اقرر.
(٤) أي هاج ووثب عليه.
(٥) في المصدر: تود.
(٦) أي قرب وقته (٧) مناقب آل أبي طالب ١: ١٥ و 16.
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»
الفهرست