بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ١١٢
نذرت نذرا " لا أحب رده * ولا أحب أن أعيش بعده فقدمهم ثم تعلق بأستار الكعبة ونادى: (اللهم رب البلد الحرام (1)، والركن والمقام، ورب المشاعر العظام، والملائكة الكرام، اللهم أنت خلقت الخلق لطاعتك، وأمرتهم بعبادتك، لا حاجة منك في كلام له) ثم أمر بضرب القداح وقال: (اللهم إليك أسلمتهم ولك أعطيتهم، فخذ من أحببت منهم فإني راض بما حكمت، وهب لي أصغرهم سنا " فإنه أضعفهم ركنا ") ثم أنشأ يقول:
يا رب لا تخرج عليه قدحي * واجعل له واقية من ذبحي فخرج السهم على عبد الله فأخذ الشفرة وأتى عبد الله حتى أضجعه في الكعبة، وقال:
هذا بني قد أريد نحره * والله لا يقدر شئ قدره فإن يؤخره يقبل عذره (2).
وهم بذبحه فأمسك أبو طالب يده وقال:
كلا ورب البيت ذي الأنصاب (3) * ما ذبح عبد الله بالتلعاب (4) ثم قال: (اللهم اجعلني فديته، وهب لي ذبحته)، ثم قال:
خذها إليك هدية يا خالقي * روحي وأنت مليك هذا الخافق وعاونه أخواله من بني مخزوم وقال بعضهم:
يا عجبا " من فعل عبد المطلب * وذبحه ابنا كتمثال الذهب فأشاروا عليه بكاهنة بني سعد فخرج في ثمان مأة رجل وهو يقول:

(1) في المصدر البيت (البلد خ) الحرام.
(2) في المصدر: فان تؤخره تقبل عذره.
(3) الأنصاب جمع النصب: العلم المنصوب. وكل ما جعل علما. ولعل المراد من الأنصاب في الشعر هذا المعنى، أي صاحب أعلام وعلائم تدل عليه، والمراد أعلام البيت أو الأعم، والأنصاب أيضا: حجارة كانت للعرب حول البيت تعبدها وتذبح عليها.
(4) أي بلعب ومزاح.
(١١٢)
مفاتيح البحث: الكرم، الكرامة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»
الفهرست