بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ١١٠
ينفعهم الايمان بعد الاحياء، لان الله تعالى ختم على من مات على الكفر والشرك دخول النار، فهو صلى الله عليه وآله إنما أحياهما ليدركا أيام نبوته، ويشهدا برسالته وبإمامة وصيه، فيكمل بذلك إيمانهما، ويشهد له قوله صلى الله عليه وآله: فارجع إلى روضتك.
54 - تفسير علي بن إبراهيم: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لو قمت المقام المحمود لشفعت لأبي وأمي (1) وأخ كان لي مواخيا " في الجاهلية (2).
55 - تفسير علي بن إبراهيم: أبي، عن ابن أبي عمير، عن سيف بن عميرة وعبد الله بن سنان وأبي حمزة الثمالي قالوا: سمعنا أبا عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام يقول: لما حج رسول الله صلى الله عليه وآله حجة الوداع نزل بالأبطح ووضعت له وسادة فجلس عليها ثم رفع يده إلى السماء وبكى بكاء " شديدا "، ثم قال: يا رب إنك وعدتني في أبي وأمي وعمي أن لا تعذبهم (3) قال فأوحى الله إليه إني آليت على نفسي أن لا يدخل جنتي إلا من شهد أن لا إله إلا الله، وأنك عبدي ورسولي، ولكن ائت الشعب فنادهم فإن أجابوك فقد وجبت لهم رحمتي، فقام النبي صلى الله عليه وآله إلى الشعب فناداهم يا أبتاه ويا أماه ويا عماه، فخرجوا ينفضون التراب عن رؤوسهم، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله: ألا ترون إلى هذه (4) الكرامة التي أكرمني الله بها، فقالوا: نشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله حقا " حقا "، وأن جميع ما أتيت به من عند الله فهو الحق، فقال: ارجعوا إلى مضاجعكم، ودخل رسول الله صلى الله عليه وآله مكة (5)، و قدم عليه علي بن أبي طالب من اليمن، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ألا أبشرك يا علي؟ فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: بأبي أنت وأمي لم تزل مبشرا "، فقال: ألا ترى إلى ما رزقنا الله تبارك وتعالى في سفرنا هذا؟ وأخبره الخبر، فقال على: الحمد لله، قال: فأشرك رسول الله صلى الله عليه وآله في بدنه (6) أباه وأمه وعمه (7).

(1) في المصدر: وأمي وعمى.
(2) تفسير القمي: 355.
(3) أن لا تعذبهم بالنار خ ل وكذا في المصدر.
(4) في المصدر: الا ترون أن هذه.
(5) إلى مكة خ ل.
(6) البدنة: تقع على الجمل والناقة والبقرة، وهي بالإبل أشبه.
(7) تفسير القمي: 355 و 356.
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»
الفهرست