تفسير العياشي: عن أبي عبيدة مثله. (1) 15 - تفسير علي بن إبراهيم: أبي، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة قال: سألته، عن قوم من الشيعة (2) يدخلون في أعمال السلطان ويعملون لهم ويجبون لهم ويوالونهم، (3) قال: ليس هم من الشيعة ولكنهم من أولئك. ثم قرأ أبو عبد الله عليه السلام هذه الآية:
" لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم " إلى قوله: " ولكن كثيرا منهم فاسقون " قال: الخنازير على لسان داود، والقردة على لسان عيسى. (4) بيان: اعلم أن تلك الروايات اتفقت على خلاف ما هو المشهور بين المفسرين و المؤرخين من كون المسخ الذي كان في زمان داود عليه السلام بأنهم صاروا قردة، وإنما مسخ أصحاب المائدة خنازير، وقد دل على الجزء الأول قوله تعالى: " كونوا قردة خاسئين " والحمل على سهو النساخ مع اتفاق التفسيرين والكافي والقصص عليه بعيد، والحمل على غلط الرواة أيضا لا يخلو من بعد، ويمكن توجيهه بوجهين: الأول أن لا يكون هذا الخبر إشارة إلى قصة أصحاب السبت بل إلى مسخ آخر وقع في زمان داود عليه السلام ولكن خبر القصص يأبى عنه إلا بتكلف بعيد. الثاني أنه يمكن أن يكون مسخهم في الزمانين بالصنفين معا، ويكون المقصود في الآية جعل بعضهم قردة، ويكون التخصيص في الخبر لعدم توهم التخصيص في الآية مع كون الفرد الآخر مذكورا فيها وفي الروايات المشهورة فلا حاجة إلى ذكره ويؤيده أن علي بن إبراهيم ذكر في الموضعين الصنفين معا.
وقال البيضاوي: قيل أهل أبلة (5) لما اعتدوا في السبت لعنهم الله على لسان داود فمسخهم قردة وخنازير، وأصحاب المائدة لما كفروا دعا عليهم عيسى ولعنهم فأصبحوا خنازير وكانوا خمسة آلاف رجل انتهى. (6) وقال الثعلبي في أصحاب السبت: قال قتادة: