بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٤ - الصفحة ١٥٨
فضمت ما كان لهم من متاع، وألقى الله عز وجل عليهم السبات، (1) ثم حفت الرياح (2) الأربع المتاع أجمع فهبته (3) في رؤوس الجبال وبطون الأودية، فأما ما كان من حلي أو تبر أو آنية فإن الله تعالى أمر الأرض فابتلعته فأصبحوا ولا شاة عندهم ولا بقرة، ولا مال يعودون إليه، ولا ماء يشربونه، ولا طعام يأكلونه، فآمن بالله تعالى عند ذلك قليل منهم، وهداهم إلى غار في جبل له طريق إلى خلفه فنجوا، وكانوا أحدا وعشرين رجلا وأربع نسوة وصبيين، وكان عدة الباقين من الرجال والنساء والذراري ستمائة ألف فماتوا عطشا وجوعا، ولم يبق منهم باقية، ثم عاد القوم إلى منازلهم فوجدوها قد صار أعلاها أسفلها، فدعا القوم عند ذلك مخلصين أن يجيئهم بزرع وماء وماشية ويجعله قليلا لئلا يطغوا، فأحابهم الله تعالى إلى ذلك لما علم من صدق نياتهم وعلم منهم الصدق، (4) وآلوا أن لا يبعث رسولا ممن قاربهم إلا أعانوه وعضدوه، وعلم الله تعالى منهم الصدق فأطلق الله لهم نهرهم وزادهم على ما سألوا، فأقام أولئك في طاعة الله ظاهرا وباطنا حتى مضوا وانقرضوا، وحدث بعدهم من نسلهم قوم أطاعوا الله في الظاهر ونافقوه في الباطن، فأملى الله تعالى لهم، وكان عليهم قادرا، ثم كثرت معاصيهم وخالفوا أولياء الله تعالى فبعث الله عز وجل عدوهم ممن فارقهم وخالفهم فأسرع فيهم القتل، وبقيت منهم شرذمة فسلط الله عليهم الطاعون فلم يبق منهم أحدا، وبقي نهرهم ومنازلهم مائتي عام لا يسكنها أحد، ثم أتى الله بقرن (5) بعد ذلك فنزلوها وكانوا صالحين سنين، ثم أحدثوا فاحشة جعل الرجل يدعو بنته وأخته و زوجته فينيلها (6) جاره وأخاه وصديقه يلتمس بذلك البر والصلة، ثم ارتفعوا من ذلك إلى نوع آخر: ترك الرجال النساء حتى شبقن واستغنوا بالرجال، (7) فجاءت النساء

(1) السبات بالضم: النوم أو أوله.
(2) في نسخة: ثم جمعت الرياح.
(3) في نسخه: فبثته، وفي المصدر: فرمته.
(4) المصدر خلى عن قوله. وعلم منهم الصدق. قوله: آلوا اي حلفوا. وفي المصدر: و قالوا: انه لا يبعث الله رسولا الا ما يليهم ويقاربهم الا أعانوه وصدقوه وعضدوه.
(5) القرن: أهل زمان واحد. وفي المصدر: ثم أتى الله بقوم بعد ذلك فنزلوها وكانوا صالحين فأقاموا فيها ستين سنة.
(6) في المصدر: فيبيت معها.
(7) في المصدر: واستغنى الرجال بالرجال.
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 عمر داود عليه السلام ووفاته وفضائله وما أعطاه الله ومنحه، وعلل تسميته وكيفية حكمه وقضائه، وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 2 قصة داود عليه السلام واوريا، وما صدر عنه من ترك الأولى، وما جرى بينه وبين حزقيل عليهما السلام، وفيه ثمانية أحاديث. 19
4 باب 3 ما أوحي إلى داود عليه السلام وصدر عنه من الحكم، وفيه 33 حديثا. 33
5 باب 4 قصة أصحاب السبت، وفيه 15 حديثا. 49
6 باب 5 فضل سليمان بن داود ومكارم أخلاقه وجمل أحواله عليه السلام، وفيه 29 حديثا 65
7 باب 6 معنى قول سليمان عليه السلام: (رب هب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي) وفيه حديثان. 85
8 باب 7 قصة مرور سليمان عليه السلام بوادي النمل وتكلمه معها، وسائر ما وصل إليه من أصوات الحيوانات، وفيه أربعة أحاديث. 90
9 باب 8 تفسير قوله تعالى: (فطفق مسحا بالسوق والأعناق) وقوله: (وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب) وفيه حديث. 98
10 باب 9 قصة سليمان عليه السلام مع بلقيس، وفيه 14 حديثا. 109
11 باب 10 ما أوحي إلى سليمان عليه السلام وصدر عنة من الحكم، وفيه قصة نقش الغنم، وفيه تسعة أحاديث. 130
12 باب 11 وفاة سليمان عليه السلام وما كان بعده، وفيه تسعة أحاديث. 135
13 باب 12 قصة قوم سبأ وأهل الثرثار، وفيه ثلاثة أحاديث. 143
14 باب 13 قصة أصحاب الرس وحنظلة، وفيه سبعة أحاديث. 148
15 باب 14 قصة شعيا وحيقوق عليهما السلام، وفيه ثلاثة أحاديث. 161
16 باب 15 قصص زكريا ويحيى عليهما السلام، وفيه 42 حديثا. 163
17 باب 16 قصص مريم وولادتها وبعض أحوالها وأحوال أبيها عمران، وفيه 23 حديثا. 191
18 باب 17 ولادة عيسى عليه السلام، وفيه 32 حديثا. 206
19 باب 18 فضل عيسى عليه السلام ورفعة شأنه ومعجزاته وتبليغه ومدة عمره ونقش خاتمه وجمل أحواله، وفيه 56 حديثا. 230
20 باب 19 ما جرى بين عيسى عليه السلام وبين إبليس لعنه الله، وفيه أربعة أحاديث 270
21 باب 20 حواري عيسى وأصحابه، وأنهم لم سموا حواريين، وأنه لم سمي النصارى نصارى، وفيه 21 حديثا. 272
22 باب 21 مواعظ عيسى عليه السلام وحكمه وما أوحي إليه، وفيه 72 حديثا. 283
23 باب 22 تفسير الناقوس، وفيه حديث. 334
24 باب 23 رفع عيسى عليه السلام إلى السماء، وفيه 15 حديثا. 335
25 باب 24 ما حدث بعد رفع عيسى عليه السلام وزمان الفترة بعده، ونزوله من السماء، وقصص وصيه شمعون بن حمون الصفا، وفيه 13 حديثا. 345
26 باب 25 قصص أرميا ودانيال وعزير وبخت نصر، وفيه 25 حديثا. 351
27 باب 26 قصص يونس عليه السلام وأبيه متى، وفيه 17 حديثا. 379
28 باب 27 قصة أصحاب الكهف والرقيم، وفيه 15 حديثا. 407
29 باب 28 قصة أصحاب الأخدود، وفيه خمسة أحاديث. 438
30 باب 29 قصة جرجيس عليه السلام، وفيه حديث. 445
31 باب 30 قصة خالد بن سنان العبسي عليه السلام، وفيه أربعة أحاديث. 448
32 باب 31 ما ورد بلفظ نبي من الأنبياء وبعض نوادر أحوالهم وأحوال أممهم، وفيه ذكر نبي المجوس، وفيه 39 حديثا. 451
33 باب 32 نوادر أخبار بني إسرائيل، وفيه 39 حديثا. 486
34 باب 33 بعض أحوال ملوك الأرض، وفيه ستة أحاديث. 513