والنساء بالنساء، والرس: نهر بناحية آذربايجان. (1) 3 - معاني الأخبار: معنى أصحاب الرس أنهم نسبوا إلى نهر يقال له الرس من بلاد المشرق، وقد قيل: إن الرس هو البئر، وإن أصحابه رسوا نبيهم بعد سليمان بن داود عليه السلام وكانوا قوما يعبدون شجرة صنوبر يقال لها شاه درخت، كان غرسها يافث بن نوح، فأنبتت (2) لنوح بعد الطوفان، وكان نساؤهم يشتغلن بالنساء عن الرجال، فعذبهم الله عز وجل بريح عاصف شديدة الحمرة، وجعل الأرض من تحتهم حجر كبريت يتوقد وأظلتهم سحابة سوداء مظلمة فانكفت عليهم كالقبة جمرة تلتهب فذابت أبدانهم كما يذوب الرصاص في النار. (3) 4 - قصص الأنبياء: بالاسناد إلى الصدوق، عن أبيه، وماجيلويه، عن محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي، عن علي بن العباس، عن جعفر بن محمد البلخي، عن الحسن بن راشد، عن يعقوب بن إبراهيم قال: سأل رجل أبا الحسن موسى عليه السلام عن أصحاب الرس الذين ذكرهم الله من هم وممن هم وأي قوم كانوا؟ فقال: كانا رسين: أما أحدهما فليس الذي ذكره الله في كتابه، كان أهله أهل بدو وأصحاب شاة وغنم، فبعث الله تعالى إليهم صالح النبي عليه السلام رسولا فقتلوه، وبعث إليهم رسولا آخر فقتلوه، ثم بعث إليهم رسولا آخر و عضده بولي فقتلوا الرسول، وجاهد الولي حتى أفحمهم، وكانوا يقولون: إلهنا في البحر وكانوا على شفيره، وكان لهم عيد في السنة، يخرج حوت عظيم من البحر في تلك اليوم فيسجدون له، فقال ولي صالح لهم: لا أريد أن تجعلوني ربا، ولكن هل تجيبوني إلى ما دعوتكم إن أطاعني ذلك الحوت؟ فقالوا: نعم، وأعطوه عهودا ومواثيق، فخرج حوت راكب على أربعة أحوات، فلما نظروا إليه خروا سجدا، فخرج ولي صالح النبي إليه وقال له: ايتني طوعا أو كرها بسم الله الكريم، فنزل عن أحواته، فقال الولي: ايتني عليهن لئلا يكون من القوم في أمري شك، فأتى الحوت إلى البر يجرها وتجره إلى عند ولي صالح، فكذبوه بعد ذلك، فأرسل الله إليهم ريحا فقذفتهم في اليم - أي البحر - ومواشيهم،
(١٥٣)