بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٣٧٢
هارون، فانطلق به إلى جبل كذا وكذا، فانطلقا نحوه فإذا هما بشجرة لم يريا مثلها، وفيه بيت مبني، وسرير عليه فرش، وريح طيبة، فلما رآه هارون أعجبه، فقال: يا موسى إني أحب (1) أن أنام على هذا السرير، فقال له موسى: نم، قال: إني أخاف رب هذا البيت أن يأتي فيغضب علي، قال موسى: لا تخف أنا أكفيك، (2) قال: فنم معي، فلما ناما أخذ هارون الموت فلما وجد حسه قال: يا موسى خدعتني (3) فتوفي ورفع على السرير إلى السماء، ورجع موسى إلى بني إسرائيل فقال له بنو إسرائيل: إنك قتلت هارون لحبنا إياه، فقال: ويحكم أفتروني أن أقتل أخي؟ فلما أكثروا عليه صلى ودعا الله تعالى فنزل بالسرير حتى نظروا إليه ما بين السماء والأرض، فأخبرهم أنه مات و أن موسى لم يقتله، فصدقوه فكان موته في التيه.
قال: وكان جميع عمر موسى مائة وعشرين سنة، (4) وقيل: بينما موسى عليه السلام يمشي ومعه يوشع بن نون فتاه إذا أقبلت ريح سوداء، فلما نظر إليها يوشع ظن أنها الساعة فالتزم موسى وقال: لا تقوم الساعة (5) وأنا ملتزم نبي الله، فاستل (6) موسى من تحت القميص، وبقي القميص في يدي يوشع، فلما جاء يوشع بالقميص اخذه بنو إسرائيل و قالوا: قتلت نبي الله، فقال: ما قتلته ولكنه استل مني، فلم يصدقوه، قال: فإذا لم تصدقوني فأخروني ثلاثة أيام، فوكلوا به من يحفظه، فدعا الله فاتي كل رجل كان يحرسه في المنام فأخبر أن يوشع لم يقتل موسى، وأنا رفعناه إلينا، فتركوه، وقيل:
إنه مر منفردا برهط من الملائكة يحفرون قبرا. وذكرا نحوا مما مر في الاخبار.
ثم قال: ولما توفي موسى عليه السلام بعث الله يوشع بن نون بن إفرائيم بن يوسف بن

(1) في نسخة إني أريد.
(2) في نسخة: أنا أكفيكه.
(3) هذا بعيد من هارون أن يخاطب موسى بمثله.
(4) في المصدر هنا زيادة لم يذكرها المصنف اختصارا وهي هذه: من ذلك في ملك إفريدون عشرون، وفى ملك منوجهر مائة سنة، وكان ابتداء أمره منذ بعثه الله إلى أن قبضه في ملك منوجهر ثم نبئ بعده يوشع بن نون، فكان في زمن منوجهر عشرين سنة، وفى زمن افراسياب سبع سنين.
(5) في نسختين: تقوم الساعة؟
(6) استل الشئ من الشئ: انتزعه وأخرجه برفق.
(٣٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 367 368 369 370 371 372 373 374 375 376 377 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435