بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ٩٦
الكعبة ليست بمسقفة، فوضع إسماعيل عليها أعمدة (1) مثل هذه الأعمدة التي ترون من خشب فسقفها إسماعيل بالجرائد وسواها بالطين: فجاءت العرب من الحول فدخلوا الكعبة و رأوا عمارتها فقالوا: ينبغي لعامر هذا البيت أن يزاد، فلما كان من قابل جاءه الهدي فلم يدر إسماعيل كيف يصنع به، فأوحى الله عز وجل إليه: أن انحره وأطعمه الحاج.
قال: وشكا إسماعيل قلة الماء إلى إبراهيم عليه السلام فأوحى الله عز وجل إلى إبراهيم عليه السلام أن احتفر بئرا يكون فيها شرب الحاج، (2) فنزل جبرئيل عليه السلام فاحتفر قليبهم يعني زمزم حتى ظهر ماؤها، ثم قال جبرئيل: انزل يا إبراهيم، فنزل بعد جبرئيل عليه السلام، فقال: اضرب يا إبراهيم في أربع زوايا البئر وقل: بسم الله، قال: فضرب إبراهيم عليه السلام في الزاوية التي تلي البيت وقال: بسم الله فانفجرت عينا (3) ثم ضرب في الأخرى (4) وقال بسم الله فانفجرت عينا، ثم ضرب في الثالثة وقال بسم الله فانفجرت عينا، ثم ضرب في الرابعة وقال: بسم الله فانفجرت عينا، فقال جبرئيل عليه السلام: اشرب يا إبراهيم وادع لولدك فيها بالبركة: فخرج إبراهيم عليه السلام وجبرئيل جميعا من البئر فقال له: افض عليك يا إبراهيم وطف حول البيت فهذه سقيا سقاها الله ولدك إسماعيل، وسار إبراهيم وشيعه إسماعيل حتى خرج من الحرم، فذهب إبراهيم ورجع إسماعيل إلى الحرم فرزقه الله من الحميرية ولدا ولم يكن له عقب.
قال: وتزوج إسماعيل عليه السلام من بعدها أربع نسوة فولد له من كل واحدة أربعة غلمان، وقضى الله على إبراهيم الموت فلم يره إسماعيل ولم يخبر بموته حتى كان أيام الموسم، وتهيأ إسماعيل عليه السلام لأبيه إبراهيم فنزل عليه جبرئيل عليه السلام فعزاه بإبراهيم عليه السلام فقال له: يا إسماعيل لا تقول في موت أبيك ما يسخط الرب، وقال: إنما كان عبدا دعاه الله فأجابه، وأخبره أنه لاحق بأبيه، وكان لإسماعيل ابن صغير يحبه وكان هوى إسماعيل فيه فأبى الله عليه ذلك، فقال: يا إسماعيل هو فلان، قال: فلما قضى الموت

(1) في الكافي: فيها أعمدة.
(2) " ": يكون منها شراب الحاج.
(3) " ": عين وكذا فيما يأتي بعده.
(4) " ": في الثانية.
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»
الفهرست