بهما إلى موضع الحجر فاستلم جبرئيل عليه السلام (الحجر خ ل) وأمرهما أن يستلما، وطاف بهما أسبوعا، ثم قام بهما في موضع مقام إبراهيم فصلى ركعتين وصليا، ثم أراهما المناسك وما يعملانه فلما قضيا نسكهما (1) أمر الله عز وجل إبراهيم بالانصراف، وأقام إسماعيل وحده ما معه أحد غيره، (2) فلما كان من قبل قابل أذن الله عز وجل لإبراهيم في الحج وبناء الكعبة وكانت العرب تحج إليه وكان ردما (3) إلا أن قواعده معروفة، فلما صدر الناس جمع إسماعيل الحجارة وطرحها في جوف الكعبة، فلما أن أذن الله عز وجل في البناء قدم إبراهيم فقال: يا بني قد أمرنا الله عز وجل ببناء الكعبة، فكشفا عنها فإذا هو حجر واحد أحمر، فأوحى الله عز وجل إليه: ضع بناءها عليه، وأنزل الله عز وجل عليه أربعة أملاك يجمعون له الحجارة فصار إبراهيم (4) وإسماعيل يضعان الحجارة والملائكة تناولهما حتى تمت اثنا عشر ذراعا وهيئا له بابا يدخل منه، (5) وبابا يخرج منه، ووضع عليه (6) عتبة وشريجا من حديد على أبوابه، وكانت الكعبة عريانة، (7) فلما ورد عليه الناس أتى امرأة من حمير أعجبته جمالها، (8) فسأل الله عز وجل أن يزوجها إياه وكان لها بعل، (9) فقضى الله عز وجل على بعلها الموت فأقامت بمكة حزنا على بعلها فأسلى الله (10) عز وجل ذلك عنها وزوجها إسماعيل، وقدم إبراهيم عليه السلام للحج وكانت امرأة موافقة (11)
(٩٤)