بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ٣٤٦
ما نعلم أحدا ابتلي بمثل هذه البلية إلا لسريرة سوء، (1) فعلك أسررت سوءا في الذي تبدي لنا، قال: فعند ذلك ناجى أيوب ربه عز وجل فقال: رب ابتليتني بهذه البلية وأنت أعلم أنه لم يعرض لي أمران قط إلا ألزمت أخشنهما على بدني، ولم آكل اكلة قط إلا وعلى خواني يتيم، فلو أن لي منك مقعد الخصم لأدليت بحجتي، قال فعرضت له سحابة (2) فنطق فيها ناطق فقال: يا أيوب أدل بحجتك، قال: فشد عليه مئزره وجثا على ركبتيه (3) فقال: ابتليتني بهذه البلية وأنت تعلم أنه لم يعرض لي أمران قط إلا ألزمت أخشنهما على بدني، ولم آكل اكلة من طعام إلا وعلى خوانى يتيم، قال: فقيل له: يا أيوب من حبب إليك الطاعة؟ قال: فأخذ كفا من تراب فوضعه في فيه (4) ثم قال: أنت يا رب. (5) بيان: عل ولعل لغتان بمعنى.
6 - تفسير علي بن إبراهيم: محمد بن جعفر، عن محمد بن عيسى بن زياد، عن ابن فضال، عن ابن بكير وغيره، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: " وآتيناه أهله ومثلهم معهم " قال أحيى الله له أهله الذين كانوا قبل البلية، وأحيى له أهله الذين ماتوا وهو في بلية. (6) بيان: قال الشيخ الطبرسي: قال ابن عباس وابن مسعود: رد الله سبحانه عليه أهله الذين هلكوا بأعيانهم، وأعطاه مثلهم معهم، وكذلك رد الله عليه أمواله ومواشيه بأعيانها، وأعطاه مثلها معها، وبه قال الحسن وقتادة وهو المروي عن أبي عبد الله عليه السلام; وقيل: إنه خير أيوب فاختار إحياء أهله في الآخرة ومثلهم في الدنيا فأوتي على ما اختار، عن عكرمة ومجاهد.
وقال وهب: كان له سبع بنات وثلاثة بنين; وقال ابن يسار: سبعة بنين وسبع

(1) في نسخة: الاسريرة شر.
(2) " ": تعرضت له سحابة.
(3) أي قام على ركبتيه أو قام على أطراف أصابعه.
(4) في نسخة: فوضعه على رأسه.
(5) علل الشرائع: 37. والظاهر أن روايات أبي بصير متحدة وان رويت مفصلا ومختصرا.
(6) تفسير القمي: 570 وفيه: ما توا قبل البلية الخ. م
(٣٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 ... » »»
الفهرست