بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ٣٤٤
دفعتها إليهم، وأخذت منهم طعاما لأيوب، فلما رآها مقطوعة الشعر غضب وحلف عليها أن يضربها مائة، فأخبرته أنه كان سببه كيت وكيت (1) فاغتم أيوب من ذلك، فأوحى الله إليه: " وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث " فأخذ مائة شمراخ فضربها ضربة واحدة، فخرج من يمينه. (2) ثم قال: " ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب " قال: فرد الله عليه أهله الذين ماتوا قبل البلية، ورد عليه أهله الذين ماتوا بعد ما أصابهم البلاء كلهم أحياهم الله تعالى له فعاشوا معه. وسئل أيوب بعد ما عافاه الله: أي شئ كان أشد عليك مما مر عليك؟ قال: شماتة الأعداء، قال فأمطر الله عليه في داره فراش الذهب وكان يجمعه فإذا ذهب (3) الريح منه بشئ عدا خلفه فرده، فقال له جبرئيل: ما تشبع يا أيوب؟
قال: ومن يشبع من رزق ربه؟. (4) بيان: قوله: (لعل الله يهلكنا) أي لا يمكننا أن نسأل الله تعالى عن ذنبك لعلو قدرك عنده تعالى، واستعلامهم منه تعالى إما بتوسط نبي آخر أو بأنفسهم إذ كان في تلك الأزمنة يتأتى مثل ذلك لغير الأنبياء أيضا كما نقل، ويحتمل أن يكون سؤال العفو عن ذنبه والاستغفار له. وأدلى بحجته أي احتج بها. والعتبى بالضم: الرجوع عن الذنب والإساءة. والركض: تحريك الرجل. قولها: (ما دهاك) أي ما أصابك من الداهية والبلاء.
والضغث بالكسر: الحزمة الصغيرة من الحشيش وغيره. (5) 4 - علل الشرائع: ماجيلويه، عن عمه، عن البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إنما كانت بلية أيوب التي ابتلي بها في الدنيا

(1) بالفتح وقد يكسر يكنى بهما عن الحديث والخبر، ويستعملان بلا واو أيضا، ولا يستعملان الا مكررين.
(2) في نسخة: فخرج عن يمينه.
(3) " ": فكان إذا ذهب.
(4) تفسير القمي: 569 - 571. م (5) والحديث يتضمن أمورا لا يوافق أصول المذهب، وسيأتي من المصنف والسيد المرتضى الايعاز إلى ذلك ويأتي في الخبر 13 ما ينافي كل ذلك وهو الأوفق بالمذهب.
(٣٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 339 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 ... » »»
الفهرست