بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ٢٠
أيضا وعلى توحيد الله وعلى أنه المستحق للعبادة دون غيره. والثاني: إلا أن يشاء ربي أن يعذبني ببعض ذنوبي، أو يشاء الاضرار بي ابتداء، والأول أجود " وكيف أخاف ما أشركتم " من الأوثان وهم لا يضرون ولا ينفعون " ولا تخافون " من هو القادر على الضر والنفع بل تجترئون عليه " بأنكم أشركتم ".
وقيل: معناه: كيف أخاف شرككم وأنا برئ منه والله لا يعاقبني بفعلكم، وأنتم لا تخافونه وقد أشركتم به، فما مصدرية " سلطانا " أي حجة على صحته. (1) " وتلك حجتنا " أي أدلتنا " آتيناها " أي أعطيناها إبراهيم وأخطرناها بباله و جعلناها حججا على قومه من الكفار " نرفع درجات من نشاء " من المؤمنين بحسب أحوالهم في الايمان واليقين، أو للاصطفاء للرسالة. (2) " إلا عن موعدة " أي إلا صادرا عن موعدة، واختلف في صاحب هذه الموعدة هل هو إبراهيم أو أبوه، فقيل: إنها من الأب وعد إبراهيم أنه يؤمن به إن يستغفر له، فاستغفر له لذلك " فلما تبين له أنه عدو لله " ولا يفي بما وعد " تبرأ " منه وترك الدعاء له; وقيل:
إن الموعدة كانت من إبراهيم قال لأبيه: إني أستغفر لك ما دمت حيا، وكان يستغفر له مقيدا بشرط الايمان، فلما أيس من إيمانه تبرأ منه " إن إبراهيم لاواه " أي كثير الدعاء والبكاء وهو المروي عن أبي عبد الله عليه السلام; وقيل: الرحيم بعباد الله; وقيل: الذي إذا ذكر النار قال: اوه; (3) وقيل: الأواه: المؤمن بلغة الحبشة; وقيل: الموقن أو العفيف أو الراجع عن كل ما يكره الله أو الخاشع أو الكثير الذكر; وقيل: المتأوه شفقا وفرقا المتضرع يقينا بالإجابة ولزوما للطاعة " حليم " يقال: بلغ من حلم إبراهيم عليه السلام أن رجلا قد آذاه وشتمه فقال له: هداك الله. (4) " إنه كان صديقا " أي كثير التصديق في أمور الدين " ولا يغني عنك " أي لا يكفيك

(1) مجمع البيان 4: 326 - 327. م (2) " " 4: 329. م (3) كلمة تقال عند الشكاية أو التوجع، وفيها لغات.
(4) مجمع البيان 5: 77. م
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»
الفهرست