بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ٣٢٦
في ذلك على وجه أبسط في محله، وفيما أو ردته كفاية لأولي الألباب.
ثم قال رحمه الله:
مسألة: فإن قال: كيف لم يتسل يعقوب عليه السلام ويخفف عنه الحزن ما تحققه من رؤيا ابنه يوسف ورؤيا الأنبياء لا تكون إلا صادقة؟
الجواب: قيل له: عن ذلك جوابان: أحدهما أن يوسف عليه السلام رأى تلك الرؤيا وهو صبي غير نبي ولا موحى إليه، فلا وجه في تلك الحال للقطع على صدقها وصحتها. و الاخر: إن أكثر ما في هذا الباب أن يكون يعقوب عليه السلام قاطعا على بقاء ابنه وأن الامر سيؤول فيه إلى ما تضمنته الرؤيا، وهذا لا يوجب نفي الحزن والجزع، لأنا نعلم أن طول المفارقة واستمرار الغيبة تقتضيان الحزن مع القطع على أن المفارق باق يجوز أن يؤول حاله إلى القدوم، وقد جزع الأنبياء عليهم السلام ومن جرى مجراهم من المؤمنين المطهرين من مفارقة أولادهم وأحبائهم مع ثقتهم بالالتقاء بهم في الآخرة والحصول معهم في الجنة، والوجه في ذلك ما ذكرناه. انتهى كلامه رحمه الله. (1) الفصل الثاني في تأويل قوله تعالى: " ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه " ولنذكر هنا ما أورده الرازي في تفسيره في هذا المقام فإن اعتراف الخصم أجدى لاتمام المرام:
قال: اعلم أن هذه الآية من المهمات التي يجب الاعتناء بالبحث عنها، وفي هذه الآية مسائل.
المسألة الأولى في أنه عليه السلام هل صدر عنه ذنب أم لا؟ وفي هذه المسألة قولان:
أحدهما أن يوسف عليه السلام هم بالفاحشة، قال الواحدي في كتاب البسيط: قال المفسرون الموثوق بعلمهم المرجوع إلى روايتهم: هم يوسف أيضا بهذه المرأة هما صحيحا، وجلس منها مجلس الرجل من المرأة، فلما رأى البرهان من ربه زالت كل شهوة عنه. قال أبو جعفر الباقر بإسناده عن علي إنه قال: طمعت فيه وطمع فيها، وكان طمعه

(٣٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 321 322 323 324 325 326 327 328 329 330 331 ... » »»
الفهرست