بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ٣٢١
أقول: وجدت في كتاب الفهرست لأبي غالب الزراري ما هذا لفظه: أبو حمزة البطائني اسمه سالم روي عنه أن صاع يوسف كان يصوت بصوت حسن: واحد واثنان.
تذنيب في حل ما يورد من الاشكال على ما مر من الآيات والاخبار وفيه فصول:
الأول فيما يتعلق بأحوال يعقوب ولنذكر هنا بعض ما أورده السيد قدس الله روحه في كتاب تنزيه الأنبياء.
قال: فإن قيل: فما معنى تفضيل يعقوب ليوسف عليه السلام على إخوته في البر والتقريب والمحبة حتى أوقع ذلك التحاسد بينهم وبينه وأفضى إلى الحال المكروهة التي نطق بها القرآن حتى قالوا على ما حكاه الله تعالى عنهم: " ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين " فنسبوه إلى الضلال والخطاء؟ وليس لكم أن تقولوا: إن يعقوب عليه السلام لم يعلم بذلك من حالهم قبل أن يكون منه التفضيل ليوسف عليه السلام لان ذلك لابد من أن يكون معلوما من حيث كان في طباع البشر التنافس والتحاسد.
الجواب: قيل له: ليس فيما نطق به القرآن ما يدل على أن يعقوب فضله بشئ من فعله، لان المحبة التي هي ميل الطباع ليست مما يكتسبه الانسان ويختاره، وإنما ذلك موقوف على فعل الله تعالى فيه، ولهذا يكون للرجل عدة أولاد فيحب أحدهم دون غيره، وربما كان المحبوب أدونهم في الجمال والكمال، وقد قال الله تعالى: " ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم " وإنما أراد ما بيناه من ميل النفس الذي لا يمكن الانسان أن يعدل فيه بين نسائه، لان ما عدا ذلك من البر والعطاء والتقريب وما أشبهه يستطيع الانسان أن يعدل فيه بين النساء.
فإن قيل: فكأنكم نفيتم عن يعقوب عليه السلام القبيح والاستفساد وأضفتموها إلى الله فما الجواب عن المسألة على هذا الوجه؟ قلنا عنها جوابان: أحدها أنه لا يمتنع أن يكون الله تعالى علم أن إخوة يوسف سيكون بينهم ذلك التحاسد والفعل القبيح على كل حال وإن لم يفضل يوسف في محبة أبيه له. (1)

(1) في المصدر: في محبة أبيه لهم: وبعده زيادة وهي هذه: وإنما يكون ذلك استفسادا إذا وقع عنده الفساد وارتفع عند ارتفاعه ولم يكن تمكينا.
(٣٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 ... » »»
الفهرست