بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ٣١٤
الغاية في أدبي، ولو كنت يا يعقوب شكوت مصائبك إلي عند نزولها بك واستغفرت وتبت إلي من ذنبك لصرفتها عنك بعد تقديري إياها عليك، ولكن الشيطان أنساك ذكري فصرت إلى القنوط من رحمتي، وأنا الله الجواد الكريم، أحب عبادي المستغفرين التائبين الراغبين إلى فيما عندي; يا يعقوب أنا راد إليك يوسف وأخاه، ومعيد إليك ما ذهب من مالك ولحمك ودمك، وراد إليك بصرك، ويقوم لك ظهرك، فطب نفسا، وقر عينا، و إن الذي فعلته بك كان أدبا مني لك فاقبل أدبي.
ومضى ولد يعقوب بكتابه نحو مصر حتى دخلوا على يوسف في دار المملكة فقالوا:
يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل وتصدق علينا بأخينا ابن يامين، وهذا كتاب أبينا يعقوب إليك في أمره يسألك أن تمن به عليه، قال:
فأخذ يوسف كتاب يعقوب فقبله ووضعه على عينيه وبكى وانتحب حتى بلت دموعه القميص الذي عليه، ثم أقبل عليهم فقال: هل علمتم ما فعلتم بيوسف من قبل وأخيه من بعد؟ قالوا: أإنك لانت يوسف؟ قال: أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا، وقالوا: تالله لقد آثرك الله علينا فلا تفضحنا ولا تعاقبنا اليوم واغفر لنا، قال: لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم.
وفي رواية أخرى عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام نحوه. (1) 130 - تفسير العياشي: عن عمرو بن عثمان، عن بعض أصحابنا قال: لما قال إخوة يوسف:
" يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر " قال: قال يوسف: لا صبر على ضر آل يعقوب، فقال عند ذلك: " هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه " الآية. (2) 131 - تفسير العياشي: عن أحمد بن محمد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن قوله:
" وجئنا ببضاعة مزجاة " قال: المقل. وفي هذه الرواية: " وجئنا ببضاعة مزجئة " قال: كانت المقل، وكانت بلادهم بلاد المقل وهي البضاعة. (3) بيان: قال البيضاوي: مزجاة: رديئة، أو قليلة ترد وتدفع رغبة عنها، من أزجيته:

(1) مخطوط. م (2) مخطوط. م (3) مخطوط. م
(٣١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 ... » »»
الفهرست