بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ١٦٥
امرأة ثم قال: إن رجالكم (1) يفعلون بعضهم ببعض، قالوا: نعم قد رأينا ذلك وعلى ذلك (2) يعظهم لوط ويوصيهم (3) حتى استكفت النساء بالنساء، (4) فلما كملت (5) عليهم الحجة بعث الله عز وجل جبرئيل وميكائيل وإسرافيل في زي غلمان عليهم أقبية فمروا بلوط عليه السلام وهو يحرث فقال: أين تريدون فما رأيت أجمل منكم قط؟ قالوا: أرسلنا سيدنا إلى رب هذه المدينة، قال: ولم يبلغ (6) سيدكم ما يفعل أهل هذه المدينة، يا بني إنهم والله يأخذون الرجال فيفعلون بهم حتى يخرج الدم! فقالوا: أمرنا سيدنا أن نمر وسطها، قال: فلي إليكم حاجة، قالوا: وما هي؟ قال: تصبرون ههنا إلى اختلاط الظلام، قال: فجلسوا، قال:
فبعث ابنته فقال: جيئيني لهم بخبز (7) وجيئيني لهم بماء في القرعة، وجيئيني لهم بعباءة يتغطون بها من البرد، فلما أن ذهبت إلى البيت أقبل المطر وامتلأ الوادي فقال لوط: الساعة يذهب بالصبيان الوادي، قال: قوموا حتى نمضي، فجعل لوط عليه السلام يمشي في أصل الحائط وجعل جبرئيل وميكائيل وإسرافيل يمشون وسط الطريق، فقال: يا بني ههنا، قالوا:
أمرنا سيدنا أن نمر في وسطها، وكان لوط عليه السلام يستغنم الظلام، ومر إبليس لعنه الله فأخذ من حجر امرأته صبيا فطرحه في البئر، فتصايح أهل المدينة كلهم على باب لوط عليه السلام فلما نظروا إلى الغلمان في منزل لوط عليه السلام قالوا: يا لوط قد دخلت في عملنا؟ قال:
هؤلاء ضيفي فلا تفضحون، (8) قالوا: هم ثلاثة، خذ واحدا وأعطنا اثنين، قال: وأدخلهم الحجرة وقال لوط عليه السلام: لو أن لي أهل بيت يمنعونني منكم، قال: وقد تدافعوا على

(1) في المحاسن والكافي: إن رجالكن، وفى الكافي: يفعل بعضهم ببعض.
(2) في نسخة وفى الكافي: وكل ذلك.
(3) في الكافي هنا زيادة وهي هكذا: وإبليس يغويهم.
(4) في المصادر: حتى استغنت النساء بالنساء.
(5) في المحاسن: نعم قد رأينا ذلك، فقال: وأنتن افعلن كذلك، وعلمهن المساحقة ففعلن حتى استغنت النساء بالنساء، وكل ذلك يعظهم لوط ويوصيهم، فلما كملت.
(6) في المصادر: أو لم يبلغ.
(7) في الثواب والكافي: جيئى. في المواضع.
(8) في الكافي والمحاسن: فلا تفضحون في ضيفي.
(١٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 ... » »»
الفهرست