بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ١٦١
ثم عرض عليهم بناته نكاحا قالوا: مالنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد، قال: فما منكم رجل رشيد؟ قال: فأبوا فقال: لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد، قال:
وجبرئيل ينظر إليهم قال: لو يعلم أي قوة له، ثم دعاه فأتاه ففتحوا الباب ودخلوا فأشار إليهم جبرئيل بيده فرجعوا عميانا يلتمسون الجدار بأيديهم، يعاهدون الله لئن أصبحنا لا نستبقي أحدا من آل لوط، قال: لما قال جبرئيل: " إنا رسل ربك " قال له لوط: يا جبرئيل عجل، قال: نعم، قال: يا جبرئيل عجل، قال: " إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب " ثم قال جبرئيل: يا لوط اخرج منها أنت وولدك حتى تبلغ موضع كذا وكذا، قال: يا جبرئيل إن حمري ضعاف، قال: ارتحل فاخرج منها، فارتحل حتى إذا كان السحر نزل إليها جبرئيل فأدخل جناحه تحتها حتى إذا استعلت قلبها عليهم، ورمى جدران المدينة بحجارة من سجيل، وسمعت امرأة لوط الهدة فهلكت منها. (1) تفسير العياشي: عن أبي بصير مثله. (2) بيان: قال الطبرسي رحمه الله: اختلف في ذلك يعني عرض البنات فقيل: أراد بناته لصلبه، عن قتادة; وقيل: أراد النساء من أمته لأنهن كالبنات له فإن كل نبي أو أمته وأزواجه أمهاتهم، عن مجاهد وسعيد بن جبير. واختلف أيضا في كيفية عرضهن فقيل بالتزويج، وكان يجوز في شرعه تزويج المؤمنة من الكافر، وكذا كان يجوز أيضا في مبتدء الاسلام وقد زوج النبي صلى الله عليه وآله بنته من أبي العاص بن الربيع قبل أن يسلم ثم نسخ ذلك; وقيل:
أراد التزويج بشرط الايمان، عن الزجاج، وكانوا يخطبون بناته فلا يزوجهن منهم لكفرهم; وقيل: إنه كان لهم سيدان مطاعان فيهم فأراد أن يزوجهما بنتيه: زعوراء وريثاء. (3) 13 - علل الشرائع: ابن المتوكل، عن الحميري، عن محمد بن الحسين، عين البزنطي، عن أبان بن عثمان، عن أبي بصير، عن أحدهما عليهما السلام في قول لوط: " إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين " فقال: إن إبليس أتاهم في صورة حسنة (4) فيه تأنيث

(1) علل الشرائع: 184 - 185. م (2) مخطوط. م (3) مجمع البيان 5: 184. م (4) في نسخة: في صورة شاب حسن.
(١٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 ... » »»
الفهرست