بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ١٤٧
وإذا آمن أحد بنوح أخبرت الجبابرة من قوم نوح به، وكانت امرأة لوط تدل على أضيافه فكان ذلك خيانتهما لهما، وما بغت امرأة نبي قط، وإنما كانت خيانتهما في الدين.
وقال السدي: كانت خيانتهما أنهما كانتا كافرتين; وقيل: كانتا منافقتين; وقال الضحاك:
خيانتهما النميمة إذا أوحى الله إليهما أفشتاه إلى المشركين; وقيل: إن اسم امرأة نوح واغلة، (1) واسم امرأة لوط واهلة; وقال مقاتل: والغة ووالهة. (2) 1 - علل الشرائع: ابن المتوكل، عن الحميري، عن ابن عيسى، عن ابن محبوب، عن هشام ابن سالم، عن أبي بصير قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يتعوذ من البخل؟
فقال: نعم يا أبا محمد في كل صباح ومساء، ونحن نتعوذ بالله من البخل، الله يقول: " ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون " وسأخبرك عن عاقبة البخل، إن قوم لوط كانوا أهل قرية أشحاء على الطعام، فأعقبهم البخل داء لا دواء له في فروجهم، فقلت: وما أعقبهم؟
فقال: إن قرية قوم لوط كانت على طريق السيارة إلى الشام ومصر، فكانت السيارة تنزل بهم فيضيفونهم، فلما كثر ذلك عليهم ضاقوا بذلك ذرعا بخلا ولوما، فدعاهم البخل إلى أن كانوا إذا نزل بهم الضيف فضحوه من غير شهوة بهم إلى ذلك، وإنما كانوا يفعلون ذلك بالضيف حتى ينكل النازل عنهم، (3) فشاع أمرهم في القرى وحذر منهم النازلة فأورثهم البخل بلاء لا يستطيعون دفعه عن أنفسهم من غير شهوة لهم إلى ذلك، حتى صاروا يطلبونه من الرجال في البلاد ويعطونهم عليه الجعل. ثم قال: فأي داء أدأى (4) من البخل ولا أضر عاقبة ولا أفحش عند الله عز وجل؟ قال أبو بصير: فقلت له: جعلت فداك فهل كان أهل قرية لوط كلهم هكذا يعملون؟ فقال: نعم إلا أهل بيت من المسلمين (5) أما تسمع لقوله تعالى: " فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين " ثم قال أبو جعفر عليه السلام: إن لوطا لبث في قومه ثلاثين سنة يدعوهم إلى الله عز وجل ويحذرهم

(1) في المحبر: اسمها واعلة - بالعين المهملة -.
(2) مجمع البيان 10: 319. م (3) نكل عنه: نكص وأحجم عنه.
(4) في نسخة: أعدى، وفى أخرى: أدوى، وفى المصدر: أوذى.
(5) ": الا أهل بيت منهم من المسلمين.
(١٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 ... » »»
الفهرست