فأصابه، قال قتادة: كانوا أربعة آلاف ألف. (1) " من القانطين " أي الآيسين، فأجابهم إبراهيم عليه السلام بأن قال: " ومن يقنط " تنبيها على أنه لم يكن كلامه من جهة القنوط " وأتيناك بالحق " أي بالعذاب المستيقن به " واتبع أدبارهم " أي كن وراءهم لتكون عينا عليهم فلا يتخلف أحد منهم " وامضوا حيث تؤمرون " أي اذهبوا إلى المواضع الذي أمركم الله بالذهاب إليه وهو الشام " وقضينا إليه ذلك الامر " أي أعلمنا لوطا وأوحينا إليه ما ينزل بهم من العذاب " يستبشرون " أي يبشر بعضهم بعضا بأضياف لوط " أولم ننهك عن العالمين " أي أن تجير أحدا أو تضيف أحدا; وهذا الكلام الذي تقدم إنما كان من لوط لقومه قبل أن يعلم أنهم ملائكة وإنما ذكر مؤخرا " لعمرك " أي وحياتك يا محمد " إنهم لفي سكرتهم يعمهون " أي في غفلتهم يتحيرون ويترددون فلا يبصرون طريق الرشد " فأخذتهم الصيحة مشرقين " أي أخذتهم الصوت الهائل في حال شروق الشمس " إن في ذلك " أي فيما سبق ذكره من إهلاك قوم لوط " لايات للمتوسمين " لدلالات للمتفكرين المعتبرين. (2) " آتيناه حكما " أي نبوة أو الفصل بين الخصوم بالحق " التي كانت تعمل الخبائث " فإنهم كانوا يأتون الذكران ويتضارطون في أنديتهم وغير ذلك من القبائح. (3) " قوم عادون " أي ظالمون متعدون الحلال إلى الحرام " من المخرجين " أي عن بلدنا " من القالين " أي المبغضين " فساء مطر المنذرين " أي بئس مطر الكافرين مطرهم. (4) " وأنتم تبصرون " أي تعلمون أنها فاحشة أو يرى بعضكم ذلك من بعض " تجهلون " أي تفعلون أفعال الجهال، أو تجهلون القيامة وعاقبة العصيان. (5) " وتقطعون السبيل " أي سبيل الولد باختياركم الرجال، أو تقطعون الناس عن عن الاسفار بإتيان هذه الفاحشة فإنهم كانوا يفعلونه بالمجتازين في ديارهم، وكانوا يرمون
(١٤٥)