بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ١٤٦
ابن السبيل بالحجارة بالخذف (1) فأيهم أصابه كان أولى به، ويأخذون ماله، وينكحونه ويغرمونه ثلاثة دراهم، وكان لهم قاض يقضي بذلك; أو كانوا يقطعون الطريق على الناس بالسرقة " وتأتون في ناديكم المنكر " قيل: كانوا يتضارطون في مجالسهم من غير حشمة ولا حياء، عن ابن عباس; وروي ذلك عن الرضا عليه السلام. وقيل: إنهم كانوا يأتون الرجال في مجالسهم يرى بعضهم بعضا; وقيل: كانت مجالسهم تشتمل على أنواع المناكير مثل الشتم و السخف والصفع والقمار وضرب المخراق وخذف الأحجار على من مر بهم وضرب المعازف والمزامير، وكشف العورات واللواط " رجزا " أي عذابا " آية بينة " قيل: هي الحجارة التي أمطرت عليهم وقيل: هي آثار منازلهم الخربة; وقيل: هي الماء الأسود على وجه الأرض. (2) " وإنكم لتمرون " أي في ذهابكم ومجيئكم إلى الشام (3) " غير بيت " أي أهل بيت " من المسلمين " يعني لوطا وبنتيه. (4) " بالنذر " أي بالا نذار أو بالرسل " حاصبا " أي ريحا حصبتهم، أي رمتهم بالحجارة والحصباء، قال ابن عباس: يريد ما حصبوا به من السماء من الحجارة في الريح " نعمة " أي أنعاما مفعول له أو مصدر " ولقد أنذرهم " لوط " بطشتنا " أي أخذنا إياهم بالعذاب " فتماروا بالنذر " أي تدافعوا بالا نذار على وجه الجدال بالباطل; وقيل: أي فشكوا ولم يصدقوا " ولقد راودوه عن ضيفه " أي طلبوا منه أن يسلم إليهم أضيافه " فطمسنا أعينهم " أي محونا، والمعنى: عميت أبصارهم " فذوقوا عذابي ونذر " أي فقلنا لقوم لوط ذوقوا عذابي ونذري " ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر " أي أتاهم صباحا عذاب نازل بهم حتى هلكوا. (5) " فخانتاهما " قال ابن عباس: كانت امرأة نوح كافرة تقول للناس: إنه مجنون،

(1) الخذف: الرمي من بين السبابتين، أو بالمخذفة أي المقلاع.
(2) مجمع البيان 8: 280 - 282. م (3) " 8: 458. م (4) " 9: 158. م (5) " 9: 192. م
(١٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 ... » »»
الفهرست