ألفين وخمسمائة سنة، وكان يوما " في السفينة نائما " فهبت ريح فكشفت عورته، فضحك حام ويافث فزجرهما سام ونهاهما عن الضحك، فانتبه نوح عليه السلام وقال لهما: جعل الله عز وجل ذريتكما خولا " (1) لذرية سام إلى يوم القيامة، لأنه بربي وعققتماني، فلا زالت سمة عقوقكما في ذريتكما ظاهرة، وسمة البر في ذرية سام ظاهرة ما بقيت الدنيا فجميع السودان حيث كانوا من ولد حام، وجميع الترك والصقالبة ويأجوج ومأجوج والصين من يافث حيث كانوا، وجميع البيض سواهم من ولد سام. وأوحى الله تعالى إلى نوح عليه السلام: إني قد جعلت قوسي أمانا " لعبادي وبلادي وموثقا " مني بيني وبين خلقي يأمنون به إلى يوم القيامة من الغرق ومن أوفى بعهده مني! ففرح نوح عليه السلام وتباشر، وكان القوس فيها وتروسهم، فنزع منها السهم والوتر وجعلت أمانا " من الغرق، وجاء إبليس إلى نوح عليه السلام فقال: إن لك عندي يدا " عظيمة فانتصحني فإني لا أخونك، فتأثم نوح عليه السلام بكلامه ومساءلته، فأوحى الله إليه أن كلمه وسله فإني سأنطقه بحجة عليه، فقال نوح عليه السلام: تكلم، فقال إبليس إذا وجدنا ابن آدم شحيحا " أو حريصا " أو حسودا " أو جبارا " أو عجولا " تلقفناه (2) تلقف الكرة فإن اجتمعت لنا هذه الأخلاق سميناه شيطانا " مريدا "، فقال نوح ما اليد العظيمة التي صنعت؟ قال: إنك دعوت الله على أهل الأرض فألحقتهم في ساعة بالنار فصرت فارغا "، ولولا دعوتك لشغلت بهم دهرا " طويلا ". (3) 11 - إكمال الدين: ماجيلويه وابن المتوكل والعطار جميعا " عن محمد العطار، عن ابن أبان، عن ابن أورمة، عن محمد بن سنان، عن إسماعيل بن جابر وعبد الكريم بن عمرو معا، عن عبد الحميد بن أبي الديلم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: عاش نوح عليه السلام بعد النزول من السفينة خمسين سنة، ثم أتاه جبرئيل عليه السلام فقال: يا نوح إنه قد انقضت نبوتك واستكملت أيامك فانظر الاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة التي معك فادفعها إلى ابنك سام فإني لا أترك الأرض إلا وفيها عالم يعرف به طاعتي، ويكون نجاة فيما بين قبض
(٢٨٨)