11 - أقول: ثم نقل السيد عن الصحف ما يخاطب الله نبينا صلى الله عليه وآله يوم القيامة، وسيأتي في باب البشائر من كتاب أحواله صلى الله عليه وآله.
ثم قال رحمه الله: وجدت في كتاب مفرد في وقف المشهد المسمى بالطاهر بالكوفة عليه مكتوب سنن إدريس عليه السلام وهو بخط عيسى نقله من السرياني إلى العربي عن إبراهيم ابن هلال الصابئ الكاتب وكان فيه: اعلموا واستيقنوا أن تقوى الله هي الحكمة الكبرى، والنعمة العظمى، والسبب الداعي إلى الخير، والفاتح لأبواب الخير والفهم والعقل، لأن الله لما أحب عباده وهب لهم العقل واختص أنبياءه وأولياءه بروح القدس، فكشفوا لهم عن سرائر الديانة وحقائق الحكمة لينتهوا عن الضلال ويتبعوا الرشاد، ليتقرر في نفوسهم أن الله أعظم من أن تحيط به الأفكار، أو تدركه الأبصار، أو تحصله الأوهام، أو تحده الأحوال وأنه المحيط بكل شئ والمدبر له كما شاء، لا يتعقب أفعاله، ولا تدرك غاياته، ولا يقع عليه تحديد ولا تحصيل ولا مشار ولا اعتبار ولا فطن ولا تفسير ولا تنتهي استطاعة المخلوقين إلى معرفة ذاته ولا علم كنهه.
وفي موضع آخر من الكتاب المذكور: ادعوا الله في أكثر أوقاتكم متعاضدين متألهين في دعائكم فإنه إن يعلم منكم التظافر والتوازر يجب دعاءكم ويقض حاجاتكم، ويبلغكم آمالكم، ويفض عطاياه عليكم من خزائنه التي لا تفنى.
وفي موضع آخر: إذا دخلتم في الصيام فطهروا نفوسكم من كل دنس ونجس، و صوموا لله بقلوب خالصة صافية منزهة عن الأفكار السيئة والهواجس المنكرة، فإن الله سيحبس القلوب اللطخة والنيات المدخولة (1) ومع صيام أفواهكم من المآكل فلتصم جوارحكم من المآثم، فإن الله لا يرضى منكم أن تصوموا من المطاعم فقط، لكن من المناكير كلها والفواحش بأسرها، وإذا دخلتم في الصلاة فاصرفوا لها خواطركم وأفكاركم، وادعوا الله دعاء طاهرا " متفرغا "، وسلوه مصالحكم ومنافعكم بخضوع وخشوع وطاعة واستكانة، وإذا بركتم (2) وسجدتم فأبعدوا عن نفوسكم أفكار الدنيا وهواجس السوء (3) وأفعال