بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧ - الصفحة ٢٧٠
بعضهم بعضا حتى ينتهوا إلى العرصة، والجبار تبارك وتعالى على العرش، قد نشرت الدواوين، ونصبت الموازين، واحضر النبيون والشهداء وهم الأئمة، يشهد كل إمام على أهل عالمه بأنه قد قام فيهم بأمر الله عز وجل ودعاهم إلى سبيل الله.
قال: فقال له رجل من قريش: يا بن رسول الله إذا كان للرجل المؤمن عند الرجل الكافر مظلمة أي شئ يأخذ من الكافر وهو من أهل النار؟ قال: فقال له علي بن الحسين عليهما السلام: يطرح عن المسلم من سيئاته بقدر ماله على الكافر، فيعذب الكافر بها مع عذابه بكفره عذابا بقدر ما للمسلم قبله من مظلمته.
قال: فقال له: القرشي، فإذا كانت المظلمة لمسلم عند مسلم كيف يؤخذ مظلمته من المسلم؟ قال: يؤخذ للمظلوم من الظالم من حسناته بقدر حق المظلوم فيزاد على حسنات المظلوم، قال: فقال له القرشي، فإن لم يكن للظالم حسنات؟
قال: إن لم يكن للظالم حسنات فإن للمظلوم سيئات، تؤخذ من سيئات المظلوم فيزاد على سيئات الظالم. " الروضة ص 104 - 106 " بيان: قال الجزري: فيه: يحشر الناس يوم القيامة عراة حفاة غرلا الغرل جمع الأغرل وهو الأغلف. قوله عليه السلام: مهلا لعله من المهلة بمعنى السكينة والرفق، كناية عن الحيرة والدهشة، أو المراد: مسرعين، والماهل: السريع والمتقدم، والأظهر أنه تصحيف " بهما " كما ورد في روايات العامة، قال الجزري: فيه: يحشر الناس يوم القيامة عراة حفاة بهما، جمع بهيم وهو في الأصل الذي لا يخالط لونه لون سواه، يعني ليس فيهم شئ من العاهات والاعراض التي تكون في الدنيا كالعمى والعور والعرج وغير ذلك، وإنما هي أجساد مصححة لخلود الأبد في الجنة أو النار، وقال بعضهم: روي في تمام الحديث: قيل: وما البهم؟ قال ليس معهم شئ، يعني من أعراض الدنيا وهذا لا يخالف الأول من حيث المعنى انتهى. والجرد بالضم جمع الأجرد وهو الذي لا شعر عليه، وكذا المرد بالضم جمع الأمرد.
قوله عليه السلام: يسوقهم النور وتجمعهم الظلمة أي يسوقهم نار من خلفهم يهربون منه، وجميعهم يمشون في الظلمة كما مر في أشراط الساعة، أو إذا رأوا نورا مشوا، و إذا أظلم عليهم قاموا.
(٢٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * بقية أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 3 إثبات الحشر وكيفيته وكفر من أنكره، وفيه 31 حديثا. 1
3 باب 4 أسماء القيامة واليوم الذي تقوم فيه، وأنه لا يعلم وقتها إلا الله، وفيه 15 حديثا. 54
4 باب 5 صفحة المحشر، وفيه 63 حديثا. 62
5 باب 6 مواقف القيامة وزمان مكث الناس فيها، وأنه يؤتى بجهنم فيها، وفيه 11 حديثا. 121
6 باب 7 ذكر كثرة أمة محمد صلى الله عليه وآله في القيامة، وعدد صفوف الناس فيها، وحملة العرش فيها، وفيها ستة أحاديث. 130
7 باب 8 أحوال المتقين والمجرمين في القيامة، وفيه 147 حديثا. 131
8 باب ثامن آخر في ذكر الركبان يوم القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 230
9 باب 9 أنه يدعى الناس بأسماء أمهاتهم إلا الشيعة، وأن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وصهره، وفيه 12 حديثا. 237
10 باب 10 الميزان، وفيه عشرة أحاديث. 242
11 باب 11 محاسبة العباد وحكمه تعالى في مظالمهم وما يسألهم عنه، وفيه حشر الوحوش، فيه 51 حديثا. 253
12 باب 12 السؤال عن الرسل والأمم، وفيه تسعة أحاديث. 277
13 باب 13 ما يحتج الله به على العباد يوم القيامة، وفيه ثلاثة أحاديث. 285
14 باب 14 ما يظهر من رحمته تعالى في القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 286
15 باب 15 الخصال التي توجب التخلص من شدائد القيامة وأهوالها، وفيه 79 حديثا. 290
16 باب 16 تطاير الكتب وإنطاق الجوارح، وسائر الشهداء في القيامة، وفيه 22 حديثا 306
17 باب 17 الوسيلة وما يظهر من منزلة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، وفيه 35 حديثا. 326