إلا وأنا أريد بكم خير الدنيا والآخرة، اذهبوا فقد غفرت لكم على ما كان منكم.
" ص 160 " أقول: قد مر وسيأتي تلك الأخبار مع أشباهها بأسانيدها في أبوابها، وحذفنا بعض الأسانيد ههنا روما للاختصار.
147 - كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة: محمد بن العباس، عن محمد بن الحسن بن علي بن مهران، عن أبيه عن جده، عن الحسن بن محبوب، عن الأحول، عن سلام بن المستنير قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قوله تعالى: " يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا " الآية، قال:
فقال: أما إنها نزلت فينا وفي شيعتنا وفي المنافقين الكفار، أما إنه إذا كان يوم القيامة وحبس الخلائق في طريق المحشر ضرب الله سورا من ظلمة فيه باب فيه الرحمة - يعني النور - وظاهره من قبله العذاب - يعني الظلمة - فيصيرنا الله وشيعتنا في باطن السور الذي فيه الرحمة والنور، وعدونا والكفار في ظاهر السور الذي فيه الظلمة، فيناديكم عدونا وعدوكم من الباب الذي في السور من ظاهره: ألم نكن معكم في الدنيا؟ نبينا ونبيكم واحد؟ وصلاتنا وصلاتكم وصومنا وصومكم وحجنا وحجكم واحد؟ قال: فيناديهم الملك من عند الله: بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم بعد نبيكم ثم توليتم وتركتم اتباع من أمركم به نبيكم، وتربصتم به الدوائر، وارتبتم فيما قال فيه نبيكم، وغرتكم الأماني، وما اجتمعتم عليه من خلافكم على أهل الحق، و غركم حلم الله عنكم في تلك الحال، حتى جاء الحق - ويعني بالحق ظهور علي بن أبي طالب ومن ظهر من الأئمة عليهم السلام بعده بالحق - وقوله: " وغركم بالله الغرور " يعني الشيطان " فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا " أي لا تؤخذ لكم حسنة تفدون بها أنفسكم " مأويكم النار هي موليكم وبئس المصير ".
148 وروي أيضا تأويل آخر عن عطاء، عن ابن عباس قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن هذه الآية فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنا السور، وعلي الباب.
بيان: فالمراد على التفسير الأخير: من دخل الباب بإطاعة علي عليه السلام وموالاته فهو في الرحمة، ومن لم يدخل فهو في الحيرة في الدنيا، والظلمة والعذاب في الآخرة، ولا