التنزيل " 32 " قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون 11.
الزمر " 39 " الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك الذي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى 42.
تفسير: " وهو القاهر " أي المقتدر المستولي على عباده " ويرسل عليكم حفظة " أي ملائكة يحفظون أعمالكم ويحصونها عليكم " توفته " أي تقبض روحه " رسلنا " يعني أعوان ملك الموت " وهم لا يفرطون " لا يضيعون ولا يقصرون فيما أمروا به من ذلك " حتى إذا جاءتهم رسلنا " أي ملك الموت وأعوانه " يتوفونهم " أي يقبضون أرواحهم، وقيل: معناه: حتى إذا جاءتهم الملائكة لحشرهم يتوفونهم إلى النار يوم القيامة " قالوا ضلوا عنا " أي ذهبوا عنا وافتقدناهم فلا يقدرون على الدفع عنا وبطلت عبادتنا إياهم.
وقال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى: " قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم: " أي وكل بقبض أرواحكم، عن ابن عباس قال: جعلت الدنيا بين يدي ملك الموت مثل جام يأخذ منها ما شاء إذا قضى عليه الموت من غير عناء، وخطوته ما بين المشرق والمغرب. وقيل: إن له أعوانا كثيرة من ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فعلى هذا المراد بملك الموت الجنس ويدل عليه قوله: " توفته رسلنا " وقوله: " تتوفاهم الملائكة " وأما إضافة التوفي إلى نفسه في قوله: " يتوفى الأنفس حين موتها " فلانه سبحانه خلق الموت ولا يقدر عليه أحد سواه.
1 - الإحتجاج: في خبر الذنديق المدعي للتناقض في القرآن قال أمير المؤمنين عليه السلام في قوله تعالى: " الله يتوفى الأنفس حين موتها " وقوله: " يتوفاكم ملك الموت، وتوفته رسلنا، وتتوفاهم الملائكة طيبين، والذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم ": فهو تبارك وتعالى أجل وأعظم من أن يتولى ذلك بنفسه، وفعل رسله وملائكته فعله، لأنهم بأمره يعملون، فاصطفى جل ذكره من الملائكة رسلا وسفرة بينه وبين خلقه وهم الذين قال الله فيهم: " الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس " فمن كان من أهل الطاعة