العلم بالأمور المغيبة حتى ينفى خصوص ذلك عنهما، هكذا حقق هذا الخبر وكن من الشاكرين.
6 - تفسير علي بن إبراهيم: قوله: " وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان " قال: قالوا: قد فرغ الله من الامر لا يحدث الله غير ما قدره في التقدير الأول، فرد الله عليهم فقال: " بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء " أي يقدم ويؤخر ويزيد وينقص وله البداء والمشيئة. (1) بيان: ذكر الرازي في الآية وجوها من التأويل:
الأول: أن القوم إنما قالوا ذلك على الالزام فإنهم لما سمعوا قوله تعالى:
من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا قالوا: لو احتاج إلى القرض لكان فقيرا عاجزا.
الثاني: أن القوم لما رأوا أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله في غاية الشدة والفقر قالوا على سبيل الاستهزاء: إن إله محمد فقير مغلول اليد.
الثالث: قال المفسرون: إن اليهود كانوا أكثر الناس مالا وثروة فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وآله وكذبوا به ضيق الله عليهم المعيشة فعند ذلك قالت اليهود: يد الله مغلولة أي مقبوضة عن العطاء.
الرابع: لعله كان فيهم من كان على مذهب الفلسفة وهو أن الله تعالى موجب لذاته وأن حدوث الحوادث عنه لا يمكن إلا على نهج واحد وسنن واحد، وأنه تعالى غير قادر على إحداث الحوادث غير الوجوه التي عليها يقع (2) فعبروا عن عدم الاقتدار على التغيير والتبديل بغل اليد.
الخامس: قال بعضهم: المراد هو قول اليهود: إن الله لا يعذبنا إلا قدر الأيام التي عبدنا فيها العجل فعبروا عنه بهذه العبارة.