أخبرنا الإمام أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث السمرقندي (1) أخبرنا أبو القاسم بن سعد الإسماعيلي، في شعبان سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة، أخبرنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي (2) الرجل الصالح، أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عدي بن عبد الله بن محمد الحافظ (3)، أخبرنا أبو علي الحسين بن عفير بن حماد بن زياد العطار بمصر، أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن عدي بن زريق بن إسماعيل الكوفي التميمي (4) - حدثني جرير بن عبد الحميد الضبي (5)، حدثني سليمان بن مهران الأعمش، قال: بينا انا نائم في الليل إذ انتبهت بالحرس (6) على بابى، فقلت: من هذا؟ قال: رسول أبى جعفر أمير المؤمنين، وكان إذ ذاك خليفة، قال: فنهضت من نومي فزعا مرعوبا، فقلت للرسول:
ما وراك هل علمت لم بعث إلى أمير المؤمنين في هذا الوقت؟ قال: لا اعلم، قال: فقمت متفكرا لا ادرى على ماذا انزل الامر؟ أفكر بيني وبين نفسي إلى ماذا أصير إليه؟ وأقول: لم بعث إلى في هذا الوقت وقد نامت العيون وغارت النجوم؟ ففكرت ساعة فقلت: إنما بعث إلى في هذه الساعة ليسألني عن فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام فان انا أخبرته فيه بالحق امر بقتلى وصلبي، فأيست والله من نفسي، وكتبت وصيتي والرسل يزعجوني، ولبست كفني، وتحنطت بحنوطي، وودعت أهلي وصبياني ونهضت إليه وما أعقل، فلما دخلت عليه سلمت عليه سلام مخاف وجل، فأومأ إلى أن اجلس، فجلست (7)، وعنده عمرو بن عبيد وزيره وكاتبه، فحمدت الله عز وجل إذ رأيت من رأيت عنده، فرجع إلى ذهني (8) وانا قائم. فسلمت سلاما ثانيا