حلية الأبرار - السيد هاشم البحراني - ج ٢ - الصفحة ١٥٠
ثم قال: ادخل، فدخلت، ثم قال لي: انظر إلى الدن فنظرت إلى الدن فقال لي: اعلم يا أخي انى كنت أؤذن واؤم الناس، وكنت العن علي بن أبي طالب عليه السلام، بين الأذان والإقامة أربعة آلاف مرة، وخرجت من المسجد واتيت الدار، فاتكأت على هذا الموضع الذي أريتك، فذهب بي النوم، فنمت، فرأيت في منامي كأني قد أقبلت باب الجنة، ورأيت فيها قبة من زمردة خضراء، قد زخرفت، ونجدت ونضدت بالإستبرق، والديباج وإذا حول القبة كرسي من لؤلؤه، وزبرجد وإذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، متكئ فيها، وإذا أبو بكر الصديق وعمر وعثمان، جلوس يتحدثون فرحين مسرورين مستبشرين بعضهم ببعض (1).
ثم التفت فإذا انا بالنبي صلى الله عليه وآله قد اقبل وعلى يمينه الحسن عليه السلام، ومعه كأس فضه وعن يساره الحسين عليه السلام وفى يده كأس فضة، قال النبي صلى الله عليه وآله للحسين: اسقني فسقاه ثم شرب (2).
ثم قال النبي صلى الله عليه وآله يا حسين اسق الجماعة، فسقى أبا بكر وعمر وعثمان ووسقا عليا عليه السلام، وكأنما قال النبي صلى الله عليه وآله للحسين: يا حسين اسق هذا المتكئ الذي على هذا الدكان، فقال الحسين

1) في المصدر المطبوع: قال: كنت مؤذنا مع هؤلاء القوم، وكنت كل يوم إذ أصبحت العن عليا الف مرة بين الأذان والإقامة، قال: فخرجت من المسجد ودخلت داري هذه يوم الجمعة وقد لعنته أربعة آلاف مرة ولعنت أولاده فاتكأت على هذا الدكان وذهب بي النوم فرأيت في منامي كأنما انا بالجنة قد أقبلت فإذا على فيها متكئ، والحسن والحسين معه، متكئون بعضهم على بعض تحتهم مصليات من نور.
2) في المصدر: وإذا انا برسول الله صلى الله عليه وآله جالسا والحسن والحسين قدامه، وبيد الحسن إبريق وبيد الحسين كأس فقال النبي للحسين: اسقني فشرب، ثم قال: اسق أباك فشرب ثم قال للحسن: اسق الجماعة فشربوا. ثم قال: اسق هذا المتكئ على الدكان، فولى الحسن بوجهه عنى وقال: يا أبت كيف اسقيه وهو يلعن أبى كل يوم الف مرة وقد لعنه اليوم أربعة آلاف مرة؟!.
(١٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 ... » »»
الفهرست