وضربت نواحي ألسنتهم بمقامع من نار، ثم سلطت عليهم موبخا لهم يقول: يا أهل النار هذا فلان السليط فاعرفوه، كم من ركعة طويلة فيها بكاء بخشية قد صلاها صاحبها لا تساوي عندي فتيلا حيث نظرت في قلبه فوجدته ان سلم من الصلاة وبرزت له امرأة جميلة عرضت عليه نفسها أجابها وان عامله مؤمن خاتله.
قال: وأوحى الله إلى داود ان أدنى ما أنا صانع بعبد غير عامل بعلمه من سبعين عقوبة باطنية أن أنزع من قلبه حلاوة ذكري.
قال: وفيما أوحى إلى داود: يا داود اني وضعت خمسة في خمسة، والناس يطلبونها في خمسة غيرها، فلا يجدونها: وضعت العلم في الجوع والجهد، وهم يطلبونه في الشبع والراحة فلا يجدونه ووضعت العز في طاعتي وهم يطلبونه في خدمة السلطان فلا يجدونه، ووضعت الغني في القناعة، وهم يطلبونه في كثرة المال فلا يجدونه ووضعت رضائي في سخط الناس وهم يطلبونه في رضا النفس، فلا يجدونه، ووضعت الراحة في الجنة وهم يطلبونه في الدنيا، فلا يجدونه.
قال وفى زبور داود: يا بن آدم تسألني فأمنعك لعلمي بما ينفعك، ثم تلح علي بالمسألة فأعطيك ما سألت فتستعين به على معصيتي، فأهم بهتك سترك، فتدعوني فأستر عليك، فكم من جميل أصنع معك وكم من قبيح تصنع معي؟ يوشك أن أغصب عليك غضبة لا أرضى بعدها أبدا.
قال: وأوحى الله إلى داود: يا داود اشكرني فقال كيف