داود لقد سألت ربك شيئا لم يسأله أحد من خلقه، ولا ينبغي أن يقضي به أحد غيره، قد أجاب الله دعوتك وأعطاك ما سألت.
يا داود ان أول خصمين يردان عليك غدا القضية فيهما من قضايا الآخرة، فلما أصبح داود جلس في مجلس القضاء أتاه شيخ متعلق بشاب وفي يد الشاب عنقود من عنب، فقال الشيخ: يا نبي الله ان هذا دخل بستاني، وخرب كرمي، وهذا العنقود أخذه بغير أذني، فقال داود للشاب: ما تقول؟ فأقر الشاب أنه فعل ذلك، فأوحى الله إلى داود: يا داود اني كشفت لك قضيت من قضايا الآخرة فقضيت بها بين الشيخ والغلام لم يحتملها قلبك ولم يرض بها قومك. يا داود هذا الشيخ اقتحم على أبي هذا الغلام في بستانه فقتله وأغتصب بستانه وأخذ منه أربعين ألف درهم فدفنها في جانب بستانه فادفع إلى الشاب سيفا ومره أن يضرب عنق الشيخ، وادفع إليه البستان ومره أن يحفر في موضع كذا وكذا فيأخذ ماله. قال: ففزع داود وجمع إليه علماء أصحابه وأخبرهم بالخبر وأمضى القضية على ما أوحى الله عز وجل إليه.
وعن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن إبراهيم بن أبي البلاد عن سعد الإسكاف، قال: لا أعلمه الا عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان في بني إسرائيل عابد فأعجب به داود عليه السلام، فأوحى الله إليه: لا يعجبك شئ من أمره فإنه مرائي، فمات الرجل، فقال داود: ادفنوا صاحبكم ولم يحضره، فلما غسل قام خمسون رجلا فشهدوا