من عبادي المؤمنين لمن يجتهد في عبادتي فيقوم من رقاده ولذيذ وساده فيجهد لي الليالي فيتعب نفسه في عبادتي فأضربه بالنعاس الليلة والليلتين نظرا مني له وابقاءا عليه فينام حتى يصبح فيقوم وهو ماقت لنفسه زاري عليها، ولو أخلي بينه وبين ما يريد من عبادتي لدخله العجب من ذلك، فيصير العجب إلى الفتنة بأعماله فيأتيه من ذلك ما فيه هلاكه لعجبه بأعماله ورضاه عن نفسه حتى يظن أنه قد فاق العابدين وجاز في عبادته حد التقصير، فيتباعد مني عند ذلك وهو يظن أنه يتقرب إلي، فلا يتكل العاملون على اعمالهم التي يعملونها لثوابي، فإنهم لو أتعبوا أنفسهم أعمارهم في عبادتي كانوا بذلك مقصرين غير بالغين كنه عبادتي فيما يطلبون عندي من كرامتي والنعيم في جناتي ورفيع الدرجات العلى في جواري، ولكن لرحمتي فليثقوا وبفضلي فليفرحوا والى حسن الظن بي فليطمئنوا، فان رحمتي عند ذلك تداركهم ومتى يبلغهم رضواني ومغفرتي تلبسهم عفوي، فاني انا الله الرحمن الرحيم وبذلك تسميت.
ورواه أبو علي الطوسي عن أبيه عن المفيد عن ابن قولويه عن محمد بن يعقوب بهذا السند قال: قال الله عز وجل: الا لا يتكل العاملون على اعمالهم - إلى اخر الحديث -.
وعن أبي علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن محمد ابن إسماعيل عن علي بن النعمان عن عمرو بن نهيك بياع الهروي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: قال الله عز وجل: عبدي