القاطن في جوفها وعمقها فرقانا بينا سواء كان قريبا من سطح ساهرة الارض وحافة وحدة المجمع أو بعيدا عنهما فاذن قد استقام تعريف البئر بانها مجمع ماء مترشح في جوف الارض لا يتعدى مرشحه ومنبعه غالبا ولا يخرج محله عن كونه مسمى مجمعه عرفا واستبان ان الماء الجارى وماء البئر نوعان متبأينان في الحقيقة وفى الاطلاق العرفي الشائع والراكد هو الماء الواقف عن السيلان المنقطع عن الجريان فهو لامحة قسم ثالث وراء القسمين واما ماء الغيث فهو في حكم الجارى ومعدود منه ما دام متعاط فإذا انقطع التعاط كان الحاصل المجتمع في الحياض والغدران منه كالراكد في الجارى فاذن قد استتب قول الاصحاب في تثليث قسمة الماء المطلق إلى الجارى والراكد وماء البئر وإذا تحققت ما تلوناه عليك بان لك اندفاع ما اورده جدى القمقام اعلى الله تعالى مقامه وبعض من اقياس به من المتأخرين على شيخنا حيث نقل قوله في شرح القواعد ثم قال معترضا عليه القيد الاخير موجب لاجمال التعريف لان العرف الواقع لا يظهر أي عرف هو اعرف زمانه صلى الله عليه وآله ام عرف غيره وعلى الثالى؟ فيراد العرف العام ام الاعم منه وفى الخاص مع انه يشكل ارادة عرف غيره صلى الله عليه وآله والا لزم تغير الحكم بتغير التسميه فيثبت في العين حكم البئر لو سميت باسمه (باسمها) وبطلانه ظاهر والذى يقتضيه النظر ان ما نثبت اطلاق اسم البئر عليه في زمنه صلى الله عليه وآله أو زمن من احد الائمة المعصومين صلى الله عليهم كالتى في العراق والحجاز فثبوت الاحكام له واضح وما دفع فيه الشك فالاصل عدم تعلق احكام البئر به وان كان العمل بالاحتياط اولى انتهى ما قاله اسبغ الله تعالى اجلاله بالفاظه قلت وما استشكله لا اشكال فيه إذا المراد العرف العام الشايع المستمر في هذا العصر وساير العصور السالفة سواء استمر في الاعصار العاقبه من بعد اولا فلا يلزم تبدل الحكم و تغير الشرع في ذلك بتغير العرف وتبدل التسميه ثم الم يتضح بما قد اوضحناه انه ليس المعنى بالقيد الاخير عدم الخروج عن مسمى لفظة البئر عرفا وكيف يستعذب اخذ البئر في تعريف نفسها بل انما المعناة المستقيمة المستعذبة عدم الخروج بحسب العرف عن مفهوم مجمع ماء نابع مترشح لا يتعدى منبعه ومرشحه في الاغلب الاكثر وعن مسماه وهذه حيثية؟ محصلة واعتبار ثابت لا يتطرق إلى مساوقتها الحقيقة المعرفة المحدودة تبدل وتغير وان تغيرت اوضاع اللغات وتبدلت اصطلاحات الاسماء فليتدبر تنبيه فلعلك اذن بما ادريناك دار انه لا اعتداد بسعة الفضاء وكثرة الماء وقرب المسافه جدا مع عدم التعدي والسيلان والفيوض والجريان في الحاق بعض الابار بالعيون كما قد
(٤١)