عوالي اللئالي - ابن أبي جمهور الأحسائي - ج ٤ - الصفحة ٩٥

____________________
فلاحظ ما جرى بين الإمام (عليه السلام) وبين المأمون لما قدم المأمون يوما إلى الإمام الرضا (عليه السلام) ومعه كتاب وفيه فتح لبعض قرى كابل فقال الرضا (عليه السلام):
وسرك فتح قرية من قرى الشرك؟ فقال له المأمون: أوليس في ذلك سرور؟ فقال يا أمير المؤمنين: اتق الله في أمة محمد (صلى الله عليه وآله) وما ولاك الله من هذا الامر وخصك به، فإنك قد ضيعت أمور المسلمين وفوضت ذلك إلى غيرك، يحكم فيهم بغير حكم الله، وقعدت في هذه البلاد وتركت بيت الهجرة ومهبط الوحي، وان المهاجرين والأنصار يظلمون دونك ولا يرقبون في مؤمن ألا ولا ذمة ويأتي على المظلوم دهر يتعب فيه نفسه ويعجز عن نفقته ولا يجد من يشكو إليه حاله ولا يصل إليك، فاتق الله يا أمير المؤمنين في أمور المسلمين وأرجع إلى بيت النبوة ومعدن المهاجرين والأنصار، أما علمت يا أمير المؤمنين ان والى المسلمين مثل العمود في وسط الفسطاط من أراده أخذه.
قال المأمون: يا سيدي فما ترى؟ قال: أرى أن تخرج من هذه البلاد وتتحول إلى موضع آباءك وأجدادك وتنظر في أمور المسلمين لا تكلهم إلى غيرك، فان الله تعالى سائلك عما ولاك.
فقام المأمون، فقال: نعم ما قلت يا سيدي هذا هو الرأي، فخرج وأمر أن يقدم النوائب (النجائب) (1). وكان فضل بن سهل (ذو الرياستين) غير موافق لخروج المأمون من خراسان إلى الحجاز (وذلك لأمور شتى لا يهمنا التعرض عليه) ولذا لما أمر المأمون بتقديم النوائب، ردها ذو الرياستين. فقال الرضا (عليه السلام): ما صنعت يا أمير المؤمنين بتقديم النوائب؟ فقال المأمون: يا سيدي مرهم أنت بذلك، فخرج أبو الحسن (عليه السلام) وصاح بالناس. قدموا النوائب، فأقبلت النوائب تتقدم وتخرج، فخرج المأمون وخرج الرضا (عليه السلام) إلى أن آل الامر في بعض المنازل بقتل فضل بن سهل ذي الرياستين في الحمام (2)

(1) في هامش عيون أخبار الرضا (عليه السلام). المراد من النوائب، العساكر المعدة للنوائب، يقال لها بالفارسية: (سواران حاضر ركاب).
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، ج 2 / 159 في أمره (عليه السلام) المأمون بخروجه إلى المدينة.
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ما أنصفناهم ان وأخذناهم ولا أحببناهم ان عاقبناهم، بل نبيح... 5
2 لا يسعني ارضى ولا سمائي، بل يسعني قلب عبدي المؤمن 7
3 ان الناصبي شر من اليهودي 11
4 من صلى بغير حنك فأصابه داء لا دواء له، فلا يلو من الا نفسه 37
5 كل شئ يابس ذكي 48
6 لا يترك الميسور بالمعسور 58
7 ما لا يدرك كله لا يترك كله 58
8 تعمل هذه الأمة برهة بالكتاب، وبرهة بالسنة، وبرهة بالقياس... 64
9 اطلبوا العلم ولو بالصين 70
10 لي الواجد يحل عقوبته وعرضه 72
11 مطل الغني ظلم 72
12 الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا 73
13 علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل 77
14 خذوا العلم من أفواه الرجال 78
15 حديث فضل زيارة الرضا عليه السلام نقلا عن عايشه 82
16 من نازع عليا الخلافة بعدي فهو كافر 85
17 في ان الرضا عليه السلام قدم خراسان أكثر من مرة 94
18 خمرت طينة آدم بيدي أربعين صباحا 98
19 قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرحمن 99
20 من عرف نفسه فقد عرف ربه 102
21 بالعدل قامت السماوات والأرض 103
22 لا أحصى ثناء عليك 114
23 اعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك 118
24 كنت نبيا وآدم بين الماء والطين 121
25 العلم نقطة كثرها الجاهلون 129
26 اللهم أرنا الحقايق كما هي 132
27 حديث مرفوعة زرارة المشهورة 133
28 معرفة الجمع بين الأحاديث 136
29 في أقسام الحديث وسبب تكرار بعض الأحاديث في الكتاب 138
30 في نقل حديثين في فضل الذرية العلوية الحديث الأول 140
31 الحديث الثاني 142
32 مجموع الأحاديث المستودعة في الكتاب 148
33 في نقل المدارك 150
34 نظم اللئالي في ترتيب أحاديث العوالي 150