وقال أبو جعفر (عليه السلام): " في حكمة آل داود: ينبغي للمسلم أن يكون مالكا لنفسه، مقبلا على شأنه، عارفا بأهل زمانه، فاتقوا الله ولا تذيعوا علينا، فلولا أن الله عز وجل يدافع عن أوليائه، وينتقم من أعدائه لأوليائه، أما رأيت ما صنع الله بآل برمك (1)، وما انتقم لأبي الحسن صلوات الله عليه منهم.
وقد كان بنو الأشعث على خطر عظيم فدفع الله عنهم بولايتهم لأبي الحسن (عليه السلام)، وأنتم بالعراق وترون أعمال هؤلاء الفراعنة وما أمهل الله لهم، فعليكم بتقوى الله عز وجل، ولا تغرنكم الدنيا، ولا تغتروا بمن أمهل الله تعالى له فكان الأمر قد صار إليكم، ولو أن العلماء وجدوا من يحدثونه ويكتم سره لحدثوا ولبينوا الحكمة، ولكن قد ابتلاهم الله بالإذاعة.
وأنتم قوم تحبونا بقلوبكم، ويخالف ذلك فعلكم، والله ما يستوي اختلاف أصحابك ولهذا استتر على صاحبكم ليقال مختلفون، مالكم لا تملكون أنفسكم وتصبرون حتى يجئ الله بالذي تريدون، إن هذا الأمر ليس يجئ على ما يريد الناس، إنما هو أمر الله وقضاؤه والصبر، إنما يعجل من يخاف الفوت.
وقد رأيت ما كان من أمر علي بن يقطين (2) وما أوقع عند هؤلاء الفراعنة من