مختصر البصائر - الحسن بن سليمان الحلي - الصفحة ٢٩٩
قال لي: " يا معاوية أتريدون أن تكذبوا الله عز وجل في عرشه، لا تحدثوا الناس إلا بما يحتملون، فإن الله تبارك وتعالى لم يزل يعبد سرا ".
قال معاوية بن عمار: وقال لي أبو عبد الله (عليه السلام): " من لقيت من شيعتنا فاقرأه مني السلام وقل لهم: إنما مثلكم في الناس مثل أصحاب الكهف، أسروا الإيمان، وأظهروا الشرك فاوجروا مرتين " (1).
[/] أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبد الرحمن بن حماد الكوفي، عن الحسين بن علوان وعمر بن مصعب، قال: حديثا كان لنا عند أبي عبد الله (عليه السلام) ذات ليلة ونحن جماعة، فأقبلوا يقولون ويمتنون ليت هذا الأمر كان ورأيناه، فلم يزالوا حتى ذهب عامة الليل، ليس منهم من يسأل عن شئ ينتفع به في حلال ولا حرام، فلما رآهم لا يقحمون قال: " صه " (2)، فسكتوا.
فقال: " أيسركم أن هذا الأمر كان؟ " قالوا: بلى والله وددنا أن قد رأيناه، قال:
" حتى تجتنبوا الأحبة من الأهلين والأولاد، وتلبسوا السلاح، وتركبوا الخيل، ويغار على الحصون " قالوا: نعم، قال: " قد سألناكم ما هو أهون من هذا فلم تفعلوا، أمرناكم أن تكفوا وتكتموا حديثنا، وأخبرناكم أنكم إذا فعلتم ذلك فقد رضينا فلم تفعلوا " (3).
[/] أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن

١ - لم أعثر له على مصدر.
٢ - صه: كلمة بنيت على السكون. وهو اسم سمي به الفعل، ومعناه اسكت. الصحاح ٦: ٢٢٣٩ - صه. وفي المختصر المطبوع ص 100: " ص " وهو سهو واضح.
3 - لم أعثر له على مصدر.
(٢٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 ... » »»