أبيه ذي المناقب وأخيه الرضى، وكان توليته لذلك بعد أخيه الرضى، وكانت مرتبته في العلم عالية فقها وكلاما وحديثا ولغة وأدبا وغير ذلك، وكان متقدما في فقه الامامية وكلامهم ناصرا لأقوالهم، قال أبو الحسن العمرى: رأيته فصيح اللسان يتوقد ذكاء. قال: وكان اجتماعي به سنة خمس وعشرين وأربعمائة ببغداد وحضر مجلسه أبو العلاء أحمد بن سليمان المعرى ذات يوم فجرى ذكر أبى الطيب المتنبي فتنقصه الشريف المرتضى وعاب بعض أشعاره، فقال أبو العلاء:
لو لم يكن له إلا قوله: (لك يا منازل في القلوب منازل) لكفاه. فغضب الشريف وأمر بالمعرى فسحب وأخرج فتعجب الحاضرون من ذلك، فقال لهم الشريف: أعلمتم ما أراد الأعمى؟ إنما أراد قوله في تلك القصيدة:
وإذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأنى كامل وأمه وأم أخيه الرضى فاطمة بنت أبي محمد الحسن الناصر الصغير بن أبي الحسين أحمد بن محمد الناصر الكبير الأطروش بن علي بن الحسن بن علي الأصغر بن عمر الأشرف بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب " ع " وتولى النقابة وإمارة الحاج وديوان المظالم ثلاثين سنة وأشهرا، وكانت ولادته سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة، وتوفى خامس عشر ربيع الأول سنة ست وثلاثين وأربعمائة عن أربع وثمانين سنة ودفن في داره ثم نقل إلى كربلا فدفن عند أبيه وأخيه، وقبورهم ظاهرة مشهورة، وله مصنفات كثيرة في الفقه والكلام والأدب ومن أشهرها كتاب (درر القلائد وغرر الفوائد) (1) وهو يدل على فضل عظيم وقوة ذهن وقدرة تصرف وكثرة نقل وغزارة اطلاع، وله شعر فائق قد دون (2) فمنه قوله في الغزل: