وأسن وأضر في آخر عمره، وكان فيه مواساة لأهله. قال أبو الحسن العمرى:
حدثني الشريف أبو الوفاء محمد بن علي بن محمد ملقطة البصري المعروف بابن الصوفي، قال وكان ابن عم جدي لحا، قال احتاج أبى أبو القاسم علي بن محمد وكانت معيشته لا تفي لعياله. فخرج في متجر ببضاعة نزرة فلقى أبا أحمد الموسوي - ولم يقل أبو الوفا أين لقيه - فلما رأى شكله خف على قلبه وسأله عن حاله فتعرف إليه بالعلوية والبصرية وقال خرجت في متجر. فقال له: يكفيك من المتجر لقائي.
قال العمرى: فالذي استحسنت من هذه الحكاية قوله يكفيك من المتجر لقائي.
وكان لأبي أحمد مع الملك عضد الدولة سير لأنه كان في حيز بختيار بن معز الدولة، فقبض عضد الدولة عليه وحبسه في قلعة بفارس وولى على الطالبيين أبا الحسن علي بن أحمد العلوي العمرى فبقي على النقابة أربع سنين، فلما مات عضد الدولة خرج أبو الحسن العمرى إلى الموصل فولده بها اليوم، وأعيد الشريف أبو أحمد إلى النقابة وتوفى سنة أربع مائة ببغداد وقد أناف على التسعين ودفن في داره ثم نقل إلى مشهد الحسين عليه السلام بكربلا فدفن هناك قريبا من قبر الحسين عليه السلام وقبره معروف ظاهر، ورثته الشعراء بمراث كثيرة وممن رثاه ولداه الرضى والمرتضى، ومهيار الكاتب، وأبو العلاء أحمد بن سليمان المعرى رثاه بالقصيدة الفائية (1) وهي في كتابه (سقط الزند) فولد الشريف أبو أحمد بن موسى الأبرش ابنين عليا، ومحمدا.
أما على فهو الشريف الطاهر الاجل ذو المجدين الملقب بالمرتضى علم الهدى، يكنى أبا القاسم، تولى نقابة النقباء وإمارة الحاج وديوان المظالم على قاعدة