منهم أحد فكيف بالنقيب تاج الدين.
وكان إليه إلباس خرقة التصوف من غير منازع في ذلك لا يلبسها أحد غيره أو من يعزى إليه - فأما النسب فلم يمت حتى أجمع نساب العراق على تلمذته والاستفادة منه حتى أنى رأيت في كتاب مشجر بخط السيد أبى المظفر ابن الأشرف الأفطسي اسم النقيب تاج الدين وقد كتب تحته: (قرأت عليه واستفدت منه). وكان أبو المظفر أسن من النقيب تاج الدين بكثير فسألت النقيب تاج الدين: ما قرأ عليك أبو المظفر؟ فقال: لم يقرأ على شيئا ولا سمع منى شيئا يعتد به بل ما يخطر ببالي إلا أنه كان يوما على باب القبة الشريفة بالغرى في الإيوان المقابل فوصل إلى مكان - ذكره النقيب ونسيته انا - قال فسألني عنه فأخبرته. وكان متقدما في هذا الفن قريبا من خمسين سنة يشار إليه بالأصابع.
فأما روايته واتساعها ومعرفته بغوامض الحديث والحاقه بالأجداد فأمر لم يخالف فيه أحد، ومن أشعاره قوله:
ملكت عنان الفضل حتى أطاعني * وذللت منه الجامح المتصعبا وضاربت عن نيل لعالي وحوزها * بسيفي أبطال الرجال فما نبا وأجريت في مضمار كل بلاغة * جوادي فحاز السبق فيهم وما كبا ولكن دهري جامح عن مراتبي * ونجمي في برج السعادة قد خبا ومن غالب الأيام فيما يرومه * تيقن أن الدهر يضحى مغلبا وتعداد فضائل النقيب تاج الدين محمد رحمه الله يحتاج إلى بسط لا يحتمله هذا المختصر، وتوفى (1) رحمه الله عن بنات - آخر بنى علي بن معية، وهو ابن الحسن بن الحسن بن الديباج - وأما أبو جعفر محمد بن الحسن بن الحسن بن الديباح ويقال لولده بنو التج