ومما تجدر الإشارة له ما ذكرناه عند تحقيق كتاب (مزار المفيد) من أننا قد عثرنا على نسخه منه في مكتبة آية ا.. الصفائي الخوانساري وبخطه، علما بأنه ذكر على الورقة الأولى من النسخة ما لفظه:
(بسم الله الرحمن الرحيم ومن توفيق الله تبارك وتعالى علي إتمام هذه النسخة الشريفة من مؤلفات الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان (ره) وكان أصل الكتاب بخط والدي العلامة المرحوم (ره) وكان غير تام عشرين ورقة تقريبا فأتممتها من نسخة كتب العلامة المحدث الحاج الشيخ عباس القمي [فصار] مزارا تاما كاملا والحمد لله رب العالمين..).
وبعد تحقيقنا لهذه النسخة وجدنا أن الصفحات السبع الأولى مطابقة لمزار الشهيد أي إلى زيارة النبي من بعد أو قرب وبعدها ابتدأ بخط آخر بالبسملة قائلا: وإذا وردت إن شاء الله مدينة النبي صلى الله عليه وآله فاغتسل للزيارة.
ثم ذكر آداب الزيارة والأدعية الخاصة بها.
والملاحظ هنا أن المجلسي (ره) في بحار الأنوار كان قد نقل تفاصيل هذه الزيارة على ما ذكر مما ألفه وأورده الشيخ الجليل المفيد، والسيد النقيب ابن طاووس، والشيخ السعيد الشهيد، ومؤلف المزار الكبير وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين، ثم قال: واللفظ للمفيد (البحار: 100 / 160).
ونحن لم نعثر على هذه الزيارة إلا في مصباح الزائر لابن طاووس، وفي المزار الكبير لابن المشهدي، وكذا الحال بالنسبة إلى باقي الأدعية في نسخة الخوانساري فان بعضها موجود في مزار الشهيد، وبعضها في البحار فقط الناقل عن نسخة كانت عند المجلسي (ره) باسم مزار المفيد.
وصفوة القول: إن نسخة الخوانساري هي نسخة ملفقة من مزاري الشهيد والمفيد غير الذي حققناه، مع احتمال وجود مزار آخر للمفيد كانت نسخته عند المجلسي (ره) ولم نعثر عليها، والله العالم، وهو الموفق للصواب.
وأما المؤسسة فقد ارتأت تحقيق هذا المزار ونشره كما هو مخطوط في النسخة المشار إليها سابقا مع توضيح العناوين وإبرازها بالشكل الذي يسهل وصول الداعي