مثير الأحزان - ابن نما الحلي - الصفحة ٣٣
فإن مت لم أندم وان عشت لم ألم * كفى بك موتا ان تذل وترغما ولقيه أبو هرة الأسدي فسلم عليه ثم قال يا ابن رسول الله ما الذي أخرجك عن حرم جدك محمد صلى الله عليه وآله فقال عليه السلام ويحك يا أبا هرة ان بني أمية اخذوا مالي وشتموا عرضي فصبرت وطلبوا دمى فهربت وأيم الله لتقتلني الفئة الباغية وليلبسنهم الله ذلا شاملا وسيفا قاطعا وليسلطن الله عليهم من يذلهم حتى يكونوا أذل من قوم سبا إذ ملكتهم امرأة فحكمت في أموالهم ودمائهم قال جماعة من فزارة وبجيلة كنا مع زهير بن القين نساير الحسين عليه السلام ناحية فنزلنا منزلا لا نجد بدا من أن ننازله فيه فبينما نحن نتغدى من طعام لنا إذ اقبل رسول الحسين (ع) حتى سلم وقال يا زهير بن القين ان أبا عبد الله بعثني إليك لتأتيه فطرح كل انسان ما في يده حتى كأنما على رؤوسنا الطير فقالت له زوجته ديلم بنت عمرو سبحان الله يبعث إليك ابن رسول الله ثم لا تأتيه فلو اتيته وسمعت من كلامه فمضى إليه وما لبث ان جاء مستبشرا قد أشرق وجهه فامر بفسطاطه فقوض وثقله ومتاعه فحول إلى الحسين (ع) وقال لامرأته أنت طالق فانى لا أحب ان يصيبك بسببي الا خيرا وقد عزمت على صحبة الحسين لأفديه بروحي واقيه بنفسي ثم أعطاها مالها وسلمها إلى من يوصلها إلى أهلها فقامت إليه وبكت وودعته وقالت خارا الله لك أسألك ان تذكرني في القيامة عند جد الحسين (ع) ثم قال لأصحابه من أحب منكم ان يصحبني وإلا فهو آخر العهد به اني سأحدثكم حديثا
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»
الفهرست