المحرم دعاهم عمر بن سعد إلى المحاربة فأرسل الحسين (ع) العباس يلتمس منهم التأخير تلك الليلة فقال عمر لشمر ما تقول قال اما انا لو كنت الأمير لم أنظره فقال عمرو بن الحجاج بن سلمة بن عبد يغوث الزبيدي سبحان الله والله لو كان من الترك والديلم وسألوك عن هذا ما كان لك ان تمنعهم حينئذ أمهلهم فكان لهم في تلك الليلة دوي كالنحل من الصلاة والتلاوة فجاء إليهم جماعة من أصحاب عمر بن سعد وجمع الحسين (ع) أصحابه وحمد الله وأثنى عليه ثم قال واما بعد فاني لا اعلم لي أصحابا أوفى ولا خيرا من أصحابي ولا أهل بيت ابر ولا أوصل من أهل بيتي فجزاكم الله عني خيرا إلا وانى قد أذنت لكم فانطلقوا أنتم في حل ليس عليكم منى ذمام هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا فقال له اخوته وأبناؤه وأبناء عبد الله بن جعفر ولم نفعل ذلك لنبقى بعدك لا أرانا الله ذلك وبدأهم العباس اخوه ثم تابعوه وقال لبنى مسلم بن عقيل حسبكم من القتل بصاحبكم مسلم اذهبوا فقد أذنت لكم فقالوا لا والله لا نفارقك ابدا حتى نقيك بأسيافنا ونقتل بين يديك فأشرقت عليهم بأقوالهم هذا أنوار النبوة والهداية وبعثتهم النفوس الابية على مصادمة خيول أهل الغواية وحركتهم حمية النسب وسنة اشراف العرب على اقتناص روح المسلوب ورفض السلب فكانوا كما وصفهم بعض أهل البصائر بأنهم امراء العساكر وخطباء المنابر نفوس أبت الا تراث أبيهم * فهم بين موتور لذاك وواتر لقد ألفت أرواحهم حومة الوغى * كما أنست اقدامهم بالمنابر
(٣٨)