مثير الأحزان - ابن نما الحلي - الصفحة ٣٢
ليرغب المؤمن في لقاء الله محقا فانى لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما ثم سار (ع) حتى وصل الثعلبية نصف النهار فرقد واستيقظ فقال قد رأيت هاتفا يقول أنتم تسرعون والمنايا تسرع بكم إلى الجنة فقال له ابنه علي يا أبه أفلسنا على الحق قال بلى يا بني والذي إليه مرجع العباد فقال اذن لا نبالي بالموت ورويت ان عبد الملك بن عمير قال كتب عمرو بن سعيد وهو والى المدينة بأمر الحسين (ع) إلى يزيد فلما قرا الكتاب تمثل بهذا البيت فإن لا تزر قبر العدو وتأته * يزرك عدو أو يلومنك كاشح ولما ورد خبر مسلم وهاني ارتج الموضع بالنوح والعويل وسالت العزوب بالدموع الهمول ونقلت من كتاب أحداق العيون في أعلاق الفنون أنه قال هذه الأبيات وتروى لعلي (ع) لئن كانت الدنيا تعد نفيسة * فإن ثواب الله أعلى وأنبل وان كانت الأبدان للقتل أنشئت * فموت الفتى في الله أولى وأفضل وان كانت الأرزاق قسما مقدرا * فقلة حرص المرء في الكسب أجمل وان كانت الأموال للترك جمعها * فما بال متروك به المرء يبخل ثم أراد عليه السلام الرجوع حزنا وجزعا لفقد أحبته والمضي إلى بلدته ثم ثاب إليه رأيه الأول وقال على ما كنت عليه المعول وقال متمثلا سأمضي وما بالموت عار على الفتى * إذا ما نوى حقا وجاهد مسلما وواسى الرجال الصالحين بنفسه * وفارق مثبورا وخالف مجرما
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»
الفهرست