الخرائج والجرائح - قطب الدين الراوندي - ج ٢ - الصفحة ٨٨٥
صلى الله عليه وآله فهم كانوا إذا صاروا إليه أفحشوا في القول، وأفرطوا في السفه، ورموه بالفروث والدماء (١)، وألقوا في طريقه الشوك، وحثوا في وجه صلى الله عليه وآله التراب.
فلما دخل مكة عليهم عنوة، قام خطيبا، فقال: أقول كما قال أخي يوسف:
﴿لا تثريب عليكم اليوم﴾ (2) فكرم (3) عفوه عنهم معروف (4) إذ قابل منكرهم بالمعروف.
وكان صلى الله عليه وآله أحفظ الناس للتوراة، والإنجيل، والزبور، وكتب جميع الأنبياء عليهم السلام، وأقاصيص الرسل (5) والأمم، من غير دراسة ولا قراءة كتب.
وكان صلى الله عليه وآله يعرف أخبار الملوك والجبابرة، وكون العبر والمثلاث في جميع الدهور السالفة والآنفة، من لدن آدم وما بعده إلى قيام الساعة (6).
وكان الصدق شعاره ودثاره (7)، وكان أوفاهم عقدا [وعهدا].
وغدر قريش والعرب به مرة بعد أخرى مشهور في قصة الحديبية وغيرها.
ثم لا يستطيع أحد أن يذكر له غدرة ولا كذبة، لا في حداثته ولا كهوليته، وكانوا يسمونه قبل نبوته (8): [الصادق] الأمين.
وأما زهده صلى الله عليه وآله فقد ملك من أقصى اليمن إلى شجر عمان، إلى أقصى الحجاز إلى نواحي العراق، ثم توفي (9) وعليه دين، ودرعه مرهونة بطعام أهله، ما ترك درهما ولا دينارا، ولا شيد قصرا، ولا غرس نخلا لنفسه، ولا شق نهرا.

١) " بالقاذورة " خ ط.
٢) سورة يوسف: ٩٢. انظر تفصيل ذلك في الكافي: ٤ / ٢٢٥ ح ٣، عنه البحار: ٢١ / ١٣٥ ح ٢٦.
٣) " فكرمه و " ه‍.
٤) " ظاهر " خ ل.
٥) " السلف " خ ط.
٦) " يوم القيامة " ه‍.
٧) قال ابن الأثير في النهاية: ٢ / 480 ومنه حديث الأنصار " أنتم الشعار والناس الدثار " أي أنتم الخاصة والبطانة والدثار: الثوب الذي فوق الشعار، انتهى.
والمراد أنه صلى الله عليه وآله كان صادق الجوهر والمخبر، وفي الفعل والقول.
8) " مبعثه " خ ل.
9) " مات " خ ل.
(٨٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 880 881 882 883 884 885 886 887 888 889 890 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الرابع عشر في أعلام النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام 489
2 فصل في أعلام رسول الله صلى الله عليه وآله 490
3 فصل في ذكر أعلام فاطمة البتول عليها السلام 524
4 فصل في أعلام أمير المؤمنين عليه السلام 541
5 فصل في أعلام الامام الحسن بن أمير المؤمنين عليه السلام 571
6 فصل في أعلام الامام الحسين بن علي عليه السلام 577
7 فصل في أعلام الامام علي بن الحسين عليه السلام 583
8 فصل في أعلام الامام محمد بن علي الباقر عليه السلام 589
9 فصل في أعلام الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام 606
10 فصل في أعلام الامام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام 649
11 فصل في أعلام الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام 658
12 فصل في أعلام الامام محمد بن علي التقي عليه السلام 664
13 فصل في أعلام الامام علي بن محمد النقي عليه السلام 672
14 فصل في أعلام الامام الحسن بن علي العسكري عليه السلام 682
15 فصل في أعلام الامام الحجة بن الحسن المهدي (عج) 692
16 الباب الخامس عشر في الدلالات والبراهين على صحة إمامة الاثني عشر إماما عليهم السلام 706
17 فصل 791
18 الباب السادس عشر في نوادر المعجزات وفيه سبعة وعشرون فصلا: 792
19 الباب السابع عشر في الموازاة بين معجزات نبينا صلى الله عليه وآله ومعجزات أوصيائه عليهم السلام، ومعجزات الأنبياء عليهم السلام 875
20 باب في الكلام على الخرمية القائلين بتواتر الرسل بعد نبينا 877
21 فصل في إبطال قولهم 877
22 و فيه ثلاثة فصول: 879
23 باب في معجزات محمد صلى الله عليه وآله وأوصيائه عليهم السلام من جهة الأخلاق وفيه اثنا عشر فصلا: 883
24 باب في موازاة النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام للأنبياء عليهم السلام في المعجزات وغيرها 904
25 وفيه خمسة فصول 907
26 باب في أن معجزات النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام ليست ببدع فقد كان للأنبياء والأوصياء عليهم السلام معجزات وفيه أربعة وعشرون فصلا: 922