باب في موازاة النبي صلى الله عليه وآله والأئمة من أهل بيته عليهم السلام للأنبياء في المعجزات وغيرها وقد مضى من أعلام نبينا صلى الله عليه وآله وأوصيائه ما يوازي معجزات الأنبياء، على نبينا وعليهم السلام.
إعلم أن الله تعالى كما أمر آدم - على نبينا وعليه السلام - أن يخرج من الجنة إلى الأرض، ويهاجر إليها، أمر محمدا صلى الله عليه وآله أن يخرج من مكة إلى المدينة.
وكما ابتلى آدم على نبينا وعليه السلام بقتل ابنه هابيل، ابتلى محمدا صلى الله عليه وآله بقتل ابنيه الحسن والحسين عليهما السلام وكان صلى الله عليه وآله يعلمه لاعلام الله إياه (١) ذلك.
وكما أكرم الله سبحانه آدم لما أمره بوضع النوى في الأرض، فصار في الحال نخلا باسقا عليه الرطب، أكرم محمدا صلى الله عليه وآله بمثله عند إسلام سلمان كما قدمنا (٢) ذكره.
وكما قال تعالى في صفة (٣) إدريس عليه السلام: ﴿ورفعناه مكانا عليا﴾ (4) قال في وصف (5) محمد صلى الله عليه وآله: (ورفعنا لك ذكرك) (6) يذكر مع ذكر الله سبحانه في الاذان والصلاة، وقد رفع صلى الله عليه وآله إلى سدرة المنتهى، فشاهد ما لم يشاهده بشر.
وإن [كان] أطعم إدريس - على نبينا وعليه السلام - من الجنة، فقد أطعم محمد وآله مرارا كثيرة في الدنيا [من الجنة] كما ذكرناه فيما مضى. (7)